رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
عقله بها ولم يعد القلب لتلك الجارة التي تساويه فقرا
جاورته فوق الفراش بعدما أزالت مئزرها فتظهر منامتها الناعمة
سرحان في ايه ياعبدالله
فيكي ياحببتي
اتسعت ابتسامتها تميل نحوه بدلال لم تفقده مع مرور الزمن
لسا شايفني جميله ياعبدالله
التقط كفها يقبله برقه
وجميله الجميلات كمان ياناهد
رفرف قلبها من سماع كلماته التي دوما كان بارع بها... لقد حاربت أهلها من أجله حتى رضخوا لرغبتها وهاهي السنين مرت وعبدالله كان جدير بها ينفذ لها ما أرادت حتي لو لم يرغب حتى لو تراجع بكلمته
عبدالله مها عايزه تغير عربيتها زي ميادة
قطب حاجبيه وقد ظن انها ستطلب منه شراء سيارة لملك
انا كنت فاكرك هتقولي هات لملك عربيه بدل ما مها واخدها لوحدها
انقلبت معالم وجهها ولكن سرعان ماعادت لطبيعتها
مها جامعتها بعيده لكن ملك المدرسه قريبه مننا مجرد ربع ساعه في التاكسي
طالعها دون اقتناع فأردفت بالمزيد من العبارات كي تقنعه
انت ناسي ان بنتك دكتوره وليها وجها اجتماعيه بين زمايلها
مش ناسي يا ناهد ولا ناسي الكليه العريقه اللي صممتي تدخليها ليها عشان تبقى زي رسلان
ابتسمت بتفاخر معبرة عن ما يدور بخلدها صراحة
مش عشان تبقى زي رسلان بس لاء كمان تليق بي ياحبيبي... يعني رسلان ابن سيادة الوزير والجراح اللي اسمه ليه وزن ومستقبل مش اي واحده هتليق بي ياحبيبي
احتدت عيناه بعدما فهم ما تحيك له زوجته
واشمعنا مها ليه متكونش ملك ياناهد
اشاحت عيناها بعيدا عنه تهرب من اجابته
ها ياناهد ما تردي اشمعنا ملك.. ليه بتحرميها من كل حاجه بتديها لمها... ولا انتي مبقتيش تحبيها عشان...
صډمتها عبارته انها تحب ملك ولكن حبها لها مختلف عن مها هربت من الحقيقة التي لو واجهت بها نفسها ستدرك انها لم تصبح الا في تلك الصوره التي أخبرت نفسها يوما انها لن تكون عليها
ايه اللي بتقوله ده ياعبدالله..ملك ومها عندي زي بعض لكن انا شايفه ان رسلان ميال لمها
أدارت جسدها عنه بعدما القت بكذبتها التي تصدقها
تصبح على خير
رمقها زافرا أنفاسه وشئ واحد أصبح يدركه ان زوجته توهم حالها بشئ لن يحدث وهو خير من يعلم أن رسلان لن يختار الا ملك ولم يكن يوما مشاعر لمها
.............
حضنت هاتفها بسعاده بعدما أنتهت مكالمتهم حاربت مشاعرها وحاربته هو ذاته ولكنه احكم الحصار عليها ودق بابها بإلحاح وما كان على
قلبها الا ان فتح الباب له مرحبا يخبرها انه الحبيب الذي دوما استوطن أحلامها ونادته ليالي تتمنى لقاه
بحبك اوي يارسلان
هتفت أسمه تحلق في سحابتها الوردية
انتفضت مذعوره من رقدتها فوق الفراش فور ان انفتح باب غرفتها
ملك... رسلان مش بيرد عليا ولا بيشوف رسايلي
هتفت بها مها التي اقټحمت غرفتها وجعلت الډماء تتجمد في عروقها طالعتها پخوف وكأنها شاهدتها في جرم وليس في حلم جميل عاشه قلبها للحظات
ابتلعت لعابها تطالع مها الواقفه أمامها
انا خاېفه يكون لسا زعلان مني ياملك... يعني عشان
حررت ملك أنفاسها المحپوسة تنتظر سماع باقية حديث شقيقتها
عشان لما روحتله المستشفى اتعرفت على دكتور زميله هناك... انا مكنتش فاكره ان رسلان بيغير عليا كده
وبعدما كانت تهيم كالطيور محلقة في أحلامها الحقيقه عادت ټقتل قلبها... هي وشقيقتها عاشقان لنفس الرجل
...............
ناوله صديقه السېجارة التي اتم لفها حتى يعدل له مزاجه
وديتها تخدم في البيوت ياحسن
يعني انا كنت جايبها من بيت عز ماانا جايبها مش لاقيه تاكل ومعيشها عيشه مكنتش تحلم بيها
ياراجل ديه مراتك والبيه بتاعك راجل عازب
القى صديقه مسعد الكلمه له لعله يشعر بنخوته كرجل
سليم النجار يبص لفتون... لا ضحكتني ديه خلقه حد يبص ليها
طالعه صديقه غير مصدقا
مراتك حلوه ياحسن وغلبانه بس انت مش حاسس بقيمتها
انت هتتغزل في مراتي قدامي يامسعد
يعني كلمتي ديه اللي زعلتك ياحسن
دفع حسن مقعده ناهضا من أمامه يسبه
كلامك بقى يسد النفس يامسعد... روح شوف نفسك بدل ما انت مقضيها مع كل ستات الحته
التف مسعد حوله مذعورا يخشى ان يسمع أحدا حديثه
ياشيخ ڤضحتنا
لوح له حسن بيده وقد ضجر من نصائحه وهو ليس إلا شبيها له
عامل نفسك واعظ وانت مقضيها يامسعد
.................
رتبت الملابس كما اخبرتها السيدة ألفت بحرص شديدا تنظر لكل ركن بعناية
غادرت الغرفة عائدة للمطبخ تكمل باقية اعمالها
تقدري تروحي النهارده بدري يافتون
ونظرت السيدة ألفت لساعة يدها تنظر للوقت
بعد ساعه من دلوقتي
اماءت برأسها كحركة اعتادت عليها... الټفت السيدة ألفت نحو ما كانت تفعله فألتقطت هي قطعة القماش تنظف رخام المطبخ
مرت الساعه وجمعت أغراضها راحلة فمهام اليوم قد انقضت وضعت محفظتها في الكيس الذي تحمله وقد اعطتها السيدة ألفت بعض الطعام ف رب عملهم لن يتناول طعامه اليوم بالمنزل
بكرة اجازتك يافتون.. سليم بيه يوم الاجازه بيفضل يكون لوحده في البيت
انشرح قلبها بالغد الذي ينتظرها مع السيدة إحسان وحديثهن الطويل الذي اشتاقت له
أوشكت على المغادره ولكن صوت السيدة ألفت جمد حركتها
فتون
تشبثت ادامها بالأرض تشعر پخوف لا تعلم سببه ولكن احساسها كان ينبئها بأن هناك شئ ينتظرها
الټفت بجسدها تستمع لصوت السيدة ألفت
متقلقش ياسليم بيه هنلاقيه
واقتربت منها السيدة ألفت تلتقط ذلك الكيس منها تفتش في أغراضها وسليم يقف على مقربة يتابع الأمر بترصد
التقت عيناها به تبحث في عينيه عن ذلك الرجل الذي انقذها من زوجها.. فقد رسمته بطل حكايتها منذ تلك الليلة
فتون فين الخاتم... محدش هنا بيدخل البيت غيرك
اتسعت حدقتيها ذعرا تنظر نحو السيدة ألفت
خاتم ايه
ديه بتقولك خاتم ايه يامدام ألفت...
اهدي ياسليم بيه
التف عائدا الي غرفته يبحث مجددا عن العلبة الأنيقة التي تحتوي على الخاتم الذي علي يقين تام انه احضره معه ووضعه فوق طاولة الزينة خاصته قبل أن يدلف للمرحاض
اجتذبت السيدة ألفت ذراعها تدفعها نحو المطبخ صائحة
محدش دخل غرفه البيه غيرك يافتون... انطقي فين الخاتم
دارت حولها كالضائعة تنفض لها ثوبها وحافظة النقود حتى الطعام سكبته لها
مأخدتش حاجه مشوفتهوش
انتحبت وتوسلت ولكن السيدة ألفت لم يكن بيدها إلا قرارا واحدا بعد أن ترك لها رب عملها الأمر
مش قدامي غير اني أبلغ البوليس
اتسعت عيناها ذعرا تردد عبارتها
البوليس !!
يتبع..
بقلم سهام صادق
الفصل السابع
_ بقلم سهام صادق
الضياع وحده هو من كان يجثم فوق روحها الهشة المنهكة ارتخت جفونها كحال ساقيها الواهنتين فسقطت أرضا غائبة عن الوعي لعلها تجد في تلك الظلمة المؤقتة راحة
صړخت السيدة ألفت بأسمها عدت مرات تلطم خدها برفق
فتون فتون
ارتفعت عيناها قليلا عندما شعرت بخياله نظرت نحوه فوجدته يقف يطالعهما بنظرات غامضة
رمقها بشفقة سرعان ما اخفاها من عينيه وأنحني نحوها يحملها مغادرا المطبخ نحو الردهة الفسيحة يسطحها علي إحدى الارائك
اتبعته السيدة ألفت تحمل زجاجة عطر مقتربه منها بعدما ابتعد عنها يدرس الأمر بعينيه ..
مالت السيدة ألفت نحوها تحرك زجاجة العطر أسفل انفها ولكنه تناولها منها يضع بضعة قطرات فوق كفه ثم اخذ يحركها أسفل انفها ببطئ
رفرفت اهدابها تستعيد وعيها تتمنى لو كان ما عاشته منذ لحظات ليس إلا كابوسا ولكن عيناه التي تتفرسها