رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
شئ ستريد افساده
حاضر
أشرقت عيناه بلمعان ينهض من فوق مقعده يتلقى مريضه بأبتسامته الجميله.. ومع اخر كشف كان ينظر في ساعته متنهدا براحه يخلع معطفه الطبي ويسير مغادرا في عجالة
..............
ملك ايه رأيك في فستاني ومكياجي.. انا حاولت النهارده اكون بسيطه في لبسي..
واردفت بتمهل تطالع هيئتها في المرآة وملك تقف خلفها تصفف لها شعرها
رسلان بيحب البنت البسيطه وانا بحاول اوصل للصوره اللي هو عايزها..
تجمدت يدي ملك فوق المشط تنظر نحو صوره شقيقتها المنعكسة في المرآة
مالك ياملك ساكته ليه.. صحيح ما تلبسي وتيجي معانا..
ولكن تراجعت في حديثها عندما تذكرت القرار الذي اصدرته خالتها ووالدتها.. ان هذا العشاء حتى تتقارب هي من رسلان وليست جلسه عائلية
نتجوز انا ورسلان بس وعلطول نخرج احنا التلاته سوا
ودارت نحوها تقبلها على خدها.. واتجهت بعدها لغرفة والدتها التي اول ما رأتها عيناها ابتسمت لها بحب
قمر ياحببتي.. وشاطره انك سمعتي الكلام ولبستي الفستان
طالعت فستانها الذي حاولت أن تتناسي امره وترتضي به
ياريت بس يعجب رسلان
اسمعي كلامي وكلام خالتك وانتي في النهايه هتفوزي برسلان وبعدين تقدري تعملي كل اللي نفسك فيه ورسلان عمره ما هيعارض لان بنتي الحلوه هتكسب قلبه والراجل لما بيحب بيخضع ياحببتي اسألي ماما
وناهد كانت تصف حياتها وحدها.. تعطيها تجربتها مع والدها
وقفت ملك تطالعهما وتحمل تلك الحقيبة التي أعجبت مها وارادتها اليوم منها فهى تلائم فستانها.. التقطتها منها بعدما فاقت هي وناهد من أحلامهم
ميرسي ياملك
انسحبت ملك نحو غرفتها تغلق الباب خلفها وشعور واحد كان يملئ فؤادها الحسړة وما ابشعه من شعور ان ترى حلمك أمام عينيك
يتسرب من بين يديك لكنك تطلق سراحه بمحض إرادتك
ليتها كانت يوما انانيه ليتها لا تضحي بسعادتها من أجل الآخرين.. ولكن هي خلقت هكذا وفي زمن بعيد كان هناك امرأه مثلها ضحت بسعادتها وماټت مقهوره ونالت السعاده أخرى
وسؤال واحد هل ستظل الحكاية هكذا..
..........
تجمدت ملامحه وقد انطفئت تلك اللهفه التي كانت تحتلهما.. تعلقت عيناه نحو والدته التي نهضت على الفور عندما التقطت عيناها خالته ومن ترافقها وحدها
مها حببتي ايه الجمال والرقه ديه كلها.. يابخت اللي هيكون محظوظ بيكي
القت كاميليا مديحها بعلو صوتها تنظر نحو رسلان الذي نهض بأدب يعانق خالته
وهتكون برضوه محظوظه ياكاميليا اللي رسلان هيختارها زوجه
اماءت كاميليا برأسها ودارت بعينيها بينهم ولكنها لم تكن ترى السعاده إلا في عيني مها وقد انطفئت سعادته
تآلم قلبها للحظات ولكن سرعان ما تلاشته مقتنعه بمعتقداتها التي رسخها الزمن
الأصل غلاب وهم لا يعرفون لملك اصلا ويكفيها تربيتهم واحسانهم عليها وعدم التفرقه بينها وبين أولادهم
صحابي لما شوفك في النادي يارسلان كانوا هيتهبلوا عليك
ونظرت نحو خالتها
كانوا عايزين يخبطوه منك ياخالتو
تعالت ضحكات كاميليا تحتضن ذراعه بفخر
طبعا حبيبي دكتور اد الدنيا ووسيم ميتهبلوش عليه ليه
امتى يارسلان هتفرحنا بيك ياحبيبي
وتعلقت نظرات ناهد بأبنتها والتي تعلم انها المقصوده بحديث والدتها
تملل في جلسته يشعر وكأنه جالس على جمر مشتعل.. وما كان عليه إلا أن يوزع بينهم ابتسامات مقتضبه
أشار للنادل ان يتقدم منهم والذي وقف بدوره أمامهم بإحترام ينتظر تدوين طلباتهم
هاخد زيك يارسلان
اتسعت ابتسامه كاميليا وناهد وهم يرون كيف تسير مها على خطتهم
امتقع وجهه فهذا ما كان ينقصه تلك الليله... انصرف النادل بعدما دون طلباتهم
عن اذنكم هعمل مكالمه وراجع
تعلقت عيناهم به ثم عادوا لحديثهم يلفتون نظرها ببعض الاشياء حتى تجيد دورها ومها عيناها عالقه به وإصرارها عليه كل يوم يزداد
اسمع ياسليم عشر دقايق وتتصل بيا مفهوم
انا مش فاهم حاجه يارسلان
اعمل بس اللي قولتلك عليه وابتدي احسب العشر دقايق من دلوقتي
.......
لا شئ يضاهي فرحتها اليوم وهي ترى فرحة السيدة إحسان لرؤية ابنها البكر حتى لو مجرد ايام
حبيبي يابني وحشتني اوي... وحشتني انت واختك
وضعت فتون الأطباق الشهيه فوق المائدة ولا تعرف كيف صنعتها في ساعتين لا أكثر ولكن سعادة السيدة إحسان وهي تخبرها بمجئ عصام ورغبتها في صنع الطعام الذي يحبه
فصنعت ما امكنها صنعه وفي النهايه كانت رائحته تفوح وتشهي النفس
تسلم ايدك يافتون يابنتي.. اقعدي يلا كلي معانا
كلوا انتوا ياماما بألف هنا.. انا هدخل المطبخ اشوف اللي ورايا
ونظرت نحو عصام الذي اخذ يتناول طعامه بوجه مجهم
نورت البلد يااستاذ عصام .. ديه ماما إحسان مافيش على لسانها غير سيرتك انت وابله مني
رمقها عصام بضيق وقد استشعرته من نظراته.. انسحبت نحو المطبخ في صمت بعدما شعرت بأنها اطالت الحديث معه
يابني مش تقول للبنت كلمه شكر.. انت مالك من ساعه ما شوفتها وانت مش طيقها
مش مستلطفها.. وخليني ساكت ياأمي.. انا مش عارف ازاي مآمنه نفسك مع واحده خدامه في البيوت.. انتي مبتسمعيش عن الجرايم اللي بتحصل
شهقت السيدة إحسان مصدومه من حديثه تلتف حولها خشية ان تكون قريبه منهم
أخص عليك ياعصام بقى هي ديه تربيتي ليك يابني تبص للناس كده..
والتمعت عيناها بحنو تنظر للطعام الذي اعدته ويلتهمه هو
فتون ديه مافيش اغلب منها.. كانت راجعه من شغلها وعملتلك الأكل اللي بتحبه
استهجنت ملامحه وهو يمضع الطعام ببطء
انا مقولتش متعطفيش عليها.. لكن مش تفتكر البيت بيتها وتقولك ياماما
ضحكت السيدة إحسان وهي تتراجع نحو مقعدها بعدما ملئت له طبقه بالمزيد
قول كده بقى
ولكن ابتسامتها تلاشت وهي تستمع لنيته
امي انا جاي عشان اخدك معايا.. كفايه قعاد لواحدك لحد كده
الفصل الثاني عشر
_ بقلم سهام صادق
وحدها من كانت سبب في كل ما يجول داخله دون هوادة وحدها من أراد أن يصب عليها لجام غضبه.. دائرة مغلقة وضعته بها وهو ماكان عليه إلا أن يتحمل خۏفها وتضحيتها ولكن الأمر وصل معه لنقطه النهاية
وقف بسيارته أمام البناية بعدما ترك والدته وخالته متجهمين الوجه بسبب مغادرته دون إعطائهن فرصة للحديث
نظر في ساعة معصمه ينظر للوقت وكما أخبرها اخذ يعد الأرقام تنازلين دون أن يحيد عيناه عن مدخل البناية.. ظهر طيفها أخيرا تتلفت حولها.. تعلقت عيناها به وكلما اقتربت منه كانت تزدرد لعابها وتحرك يديها فوق موضع حجابها
وقفت أمامه دون أن تبادر بالحديث وأخذت عيناها تدور بينه وبين الطريق
اركبي ياملك
ارتكزت عيناها عليه تنظر اليه صدمة غير مصدقه انه جعلها تهبط اليه مرغمه
انت بتقول ايه
بقول اركبي ياملك
وبعلو صوته صړخ
اركبي
التقطت عيناها سيارة والدها القادمه في بداية الطريق ومن دون تفكير كان تصعد معه السيارة..
ارتجف كامل جسدها والسيارة تشق سكون الليل بسرعة قصوي
رسلان ممكن تهدي السرعه
وانتقلت عيناها خارج الطريق ثم عادت تنظر اليه
احنا رايحين فين
زفرات وراء أخرى كان يخرجها لعله يهدأ ... وأكثر ما كان يكرهه في حياته ان يكون ضائع في طريق لا يعرف له بدايه ونهايه يسلب منه راحته والسبب تلك الجالسة جواره
أوقف السيارة فحررت أنفاسها اخيرا تتعلق عيناها بالطريق المظلم الخالي.. تحكم في غلق أبوابها وكأنه يخبرها لا سبيل للهرب اليوم انكمشت على حالها ترمقه پخوف حقيقي
احنا بنعمل ايه هنا يارسلان... انا غلطانه اني سمعت كلامك...
وقبل ان تكمل