رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
منكسرة في تلك النظره التي رأتها في عيني السيد عصام
مسحت فوق وجهها المرهق تحاول ان تتناسي حديثه اتكأت بذقنها على كفيها تزفر انفاسها تحادث حالها
ما انتي خدامه فعلا يافتون.. هو مكدبش مالك بقى
فتون
انتفضت مفزوعه من فوق مقعدها فأقترب منها ينظر إليها
بقالي مده بنادي عليكي
اطرقت عيناها تهتف متعلله
اسفه ياسليم بيه مسمعتش حضرتك
دقق النظر فيها متفحصا ملامحها
عازم ضيف علي العشا النهارده.. لو هتفضلي بالشكل ده قوليلي اعزمه في اي مطعم
لا لا انا هعمل كل حاجه انت قولي بس اعمل ايه
بسيطه هي في حديثها ولذيذه كل يوم أصبح يكتشف شيئا جديدا في خادمته الصغيره
هخلي حسن يشوفك عايزه ايه ويجبهولك.. اتمنى الأكل يطلع حلو
وارتكز بعينيه عليها ولكن سرعان ما نفض رأسه
صحيح الأومليت طالع مالح النهارده
واردف وهو ينظر لملامحها التي تغيرت علي الفور
والقهوه من غير وش
تعالت شهقتها مصدومه مما صنعته
اعملك فطار تاني.. اه هعملك بسرعه
واسرعت متلهفة تخرج الأغراض من أماكنها وتشعل الموقد
استمتع في رؤيتها هكذا.. لقد عادت خادمته الصغيره لنشاطها
اقترب منها يغلق الموقد ويأخذ منها حبات البيض
خلاص يافتون.. بس بعد كده خدي بالك
انصرف من أمامها بعدما وضع حبات البيض جانبا... زفرت انفاسها براحه تفتح عيناها على وسعهما لا تصدق انه كان معها هنا في المطبخ لدقائق يحادثها ببساطه وكأنها ليست خادمه لديه
رفرف قلبها وبعدما كان يؤلمها من نظرة أحدهما لها... جاء بطلها يمسح من عليه ذلك الۏجع.. هو يتلذذ ببساطتها التي تعيده لسنوات مضت وهي ټغرق في حاضر ومستقبل ليس لها
وفي النهايه كلاهما كان يحصل على متعته
.............
القى هاتفه بعدما ضاق ذرعا من سماع تلك الرساله للمره التي لا يحصاها الهاتف مغلق
تاني ياملك.. تاني اعمل فيكي ايه
وعاد يلتقطه مجددا يبعث لها برساله حتى يعلمها برحله سفره التي أتت فجأة وعندما سيعود سيعلن عن ارتباطهم دون ممطاله ولكن شئ في خاطره جعله يريد معاقبتها كما تعاقبه هي بتجاهلها وإغلاقها للهاتف دوما
قبض فوق الهاتف بقوه حائرا بين الأمرين الي ان قرر يعود لجمع ثيابه في حقيبة سفره فلم يعد متبقي على رحلته إلا ثلاث
ساعات وباقية الفريق الطبي ينتظره
اغلق حقيبته متجها نحو غرفة شقيقته سيترك لها رسالته معها
طرق على باب غرفتها لتنصدم من تلك الحقيبه التي يحملها
انت مسافر يارسلان
دلف للغرفه بعدما انزاحت جانبا
مياده اسمعيني كويس... انا احتمال اغيب شهر ويمكن اقل في أفغانستان معرفش مهمتي هتخلص امتى.. بس عايزك توصلي رساله لملك اني خلاص قررت زي ما وعدتها
دلوف والدتهم اوقف حديثهم لتقترب منه كاميليا تنظر نحو حقيبته
يعني اعرف من الخدامه انك مسافر يارسلان
اشاح عيناه بعيدا عنها فبعد الحديث الذي دار بينهم ليله امس لم يعد يعرف أين هي والدته التى دوما كانت الأقرب شعورا به
السفر جيه فجأه
ضمته بحب تمسد ظهره فأنحني يضمها اليه
فكري تاني ياماما... فكري عشان سعادتي
التقط حقيبته التي وضعها أرضا وتعلقت عيناه بعيني شقيقته يؤكد عليها بنظراته بما أخبرها به... رحلا تحت عيني كاميليا الباكيه فأقتربت منها مياده ټحتضنها وتمازحها
مش معقول ياماما بټعيطي.. ما انتي متعوده على كده من زمان وعارفه ان طبيعه شغله كده
ولكن كاميليا لم تكن تبكي إلا لخذلانها له..مسحت دموعها تعود لثباتها ترمق ابنتها بنظرات فاحصه
ايه الرساله اللي اخوكي عايزك توصليها لملك
تعالت الدهشة فوق ملامح ميادة.. فوالدتها قد التقطت حديثهم
رساله ايه ياماما
مياده
رساله عاديه ياماما انه هيسافر شهر وراجع
رمقتها كاميليا بنظرات ثاقبة
طيب يامياده.. الرساله اللي اخوكي بلغك بيها ياريت متوصلش لملك مفهوم لا إلا
صمتت قليلا تفكر في شئ يجعل ابنتها العنيده تتخذ جانبا من دور الوسيط بينهم
لا إلا مش هخلي بابا يوافق على سفرك لليابان.. وكفايه دراسه لحد كده.. اللي زيك يااما مخطوبين او متجوزين
اتسعت عيناها صډمه لا تصدق ان والدتها تضع مستقبلها امام امر هكذا
أنتي كده هتمنعي حب رسلان لملك
اخرجي انتي من حلقه الوصل بينهم وكل حاجه هتمشي زي ما انا عايزه
انا مش فاهمه انتي ليه مش عايزه ملك زوجه لرسلان... انتي طول عمرك بتحبيها.. ديه بنت اختك ايه فرقت عن مها
مياده الزمي حدودك في الكلام معايا.. ونفذي اللي قولتلك عليه وفكري في حلمك
احتدت عيناها تنظر لها ذهولا من قرارها
رسلان بيحب ملك.. وهيتجوزوا ياماما
رسلان مش هيتجوز ملك.. بلاش توجعي قلب اخوكي... انا وباباكي مش موافقين على ملك
ليه.. نفسي اعرف ليه هتجنن
لان...
والاجابه كانت على طرفي شفتي كاميليا
لان ايه ياماما
اغمضت كاميليا عيناها فقد جاء الوقت لتعرف ابنتها الحقيقه كما عرفها رسلان منذ زمن ورفضها
ملك مش بنت خالتك.. ملك بنت من الشارع... عايزه اخوكي يتجوز بنت منعرفش لها اصل من فصل والله اعلم هي جات ازاي
ارتسمت الصدمه فوق ملامح مياده التي تراجعت نحو فراشها تسقط فوقه بعدما خارت قواها
لو السر ده اتعرف انتي هتخسري ملك.. وخالتك لو عرفت بحب رسلان لملك تخيلي ممكن ايه يحصل ... فكري بالعقل يامياده
وقارني بين علاقه رسلان وملك تنتهي ولا تعرف الحقيقه اللي خبيناها عنها طول عمرها وتكتشف فجأه انها بنت من الشارع
بس ده ظلم
اقتربت منها كاميليا ټحتضنها بعدما شعرت بوقع الصدمه عليها
تخسر حبها ولا تخسر نفسها وحب ناهد ومها ليها .. شوفي أنهى وجعه اقل
واردفت وهي تنظر لملامح ابنتها التي مازالت تردد انها لا تصدق الأمر
انا عشان بحب ملك مردتش اخلي خالتك تشوف الصور.. ومش راضيه اوجعها بالحقيقه اللي ممكن تدمرها انا كل اللي عايزاه انها تبعد عن ابني وتشوف طريقها مع حد تاني.. بكره لما تبقى ام هتفهميني يامياده
وانسحبت تتركها في ضياعها تهتف لحالها
يعني ملك مش بنت خالتي.. ملك لو عرفت ده كله هتعمل ايه.. انا مصدومه
............
انتبهت اخيرا لانغلاق هاتفها.. فمنذ استيقاظها وهي تعاني مع مها للخروج من فراشها ولكن مها ظلت نائمه لا ترغب بشئ.. ضميرها كان يؤنبها من حينا لأخر ولكن كلما تذكرت حديثهم امس وفرصتها الاخيره في التمسك به وانه لن يكون لمها مهما حدث
مكالمات عده وجدتها منه.. لتسرع في غلق باب غرفتها والضغط على رقمه
الهاتف مغلق وكأن اليوم هو تبادل الأدوار
كادت ان تدق على هاتف مياده ولكن دلوف مها جمدها
ملك انا عايزه اخرج.. البسي وتعالى نتمشى شويه عايزه انسى بجد اللي حصل
وماكان عليها إلا الموافقه فشقيقتها تحتاجها وهي السبب في كل ما يحدث لها.. عاد ضميرها يؤنبها ثانية ولكنه كان في صراع مع حديثه الذي كلما تخيلت به المستقبل علمت بعدم قدرتها على تحمله
...........
التهم الطعام متلذذا مذاقه ينظر للاطباق الشهيه حوله
الاكل طعمه يجنن.. انا مش عارف اكل ايه ولا ايه
ضحك سليم وهو يطالع صديقه
ده انا علي كده كل يوم هعزم نفسي عندك.. بس ده مش اكل مدام ألفت
وعاد يتذوق معلقة من الأرز مؤكدا لحاله والجالس أمامه
هو انت غيرت مدام ألفت
مدام ألفت استقالت..
امممممم ما تسلفني الخدامه الجديده
اقتربت بطبق الفاكهه الذي