السبت 16 نوفمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 27 من 293 صفحات

موقع أيام نيوز

أيه غير مصلحة ملك.. أنتي ناسية أن من حق أي عيلة تعرف حقيقة ملك.. 

ألتفت كاميليا تطالع أعضاء الجمعية الجالسات خلفها وأردفت بعدما نظرت نحو ساعة معصمها 

 قبليني بعد ساعة يا ناهد أكون خلصت أجتماع الجمعية 

والساعة مضت وها هي تجلس أمام شقيقتها تتلاعب بها الشكوك 

 مش معقول يكون رسلان بيحب ملك.. انا فاكره أنه قبل ما يسافر كان بيتريق ديما على جسمها 

أرتشفت كاميليا من كأس الشاي خاصتها تنظر نحو الوافدين لذلك المطعم

 ناهد أنا مش بقول أن رسلان بيحب ملك.. لكنه معجب بشخصيتها وده اللي بقيت ألحظه من كلامه مع ميادة عايزها تكون زي ملك 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

وتنهدت وهي تتذكر حاله الذي أنقلب منذ أن عاد 

 ميادة مش بتبطل كلام عنها... وطبعا التغير اللي حصل لملك واتفاجأ بي لما رجع من سفره خلاه معجب بيها وملك ماشاء الله عليها ليها حضور 

 رسلان بيحب ملك يا كاميليا وأنت بتحاولي توصليلي ده بصورة تانية مش كده 

هي تعلم أن شقيقتها ليست بالغبية ولكنها تبحث عن أفضل الطرق حتي لا تجعل أحدا خاسرا.. أكملت إرتشاف الشاي خاصتها بتمهل وهدوء عكس ما يدور داخلها

 وأنا هلف ودور عليكي ليه يا ناهد.. انا كل اللي بقوله بلاش تفضل ملك في وش رسلان بمميزاتها لأن ده هيضيع فرصة مها ولا أنت مش عايزه رسلان لمها 

تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.

 ديه الحاجة الوحيدة اللي بقيت عايزاها يا كاميليا وأنت عارفه ده 

هتفت بها ناهد بإصرار تنظر نحو شقيقتها تدير الأمور بعقلها 

 بس أنت عندك حق طول ما ملك قدام رسلان عمره ما هيشوف مها.. رغم ان مها أجمل لكن ملك مميزة 

أسترخت ملامح كاميليا بعدما وصلت لهدفها الذي لا تراه إلا هدفا مشروعا

 وهو ده اللي أقصده يا ناهد.. العريس هيجي أخر الأسبوع أقنعي عبدالله بطريقتك. 

.............

وضعت أطباق الفطور بسرعة بالغة حتى تعود للمطبخ..أصبحت تشعر وكأنه ينتظر لها خطأ ليصرفها من عملها وهي لشدة تعلقها بالمكان وصاحبه لا تريد الرحيل 

 فتون 

توقفت في مكانها دون النظر إليه تقبض على قماش ثوبها.. ألتفت نحوه تسلط عيناها نحو أي شئ حتى لا تتلاقى عيناها به

 نعم ياسليم بيه 

جلس على مقعده وكأنه لم يكن يناديها منذ لحظات.. تجاهلها بعمد ولكن حديثه كان بعيدا تماما عن تجاهله 

 الست اللي بتحبيها عملت أيه مع أبنها 

أخرجت نفسا عميقا لعله يزيح ذلك الثقل الذي يجثم علي روحها الهشة 

 هتسافر معاه..

طالعها متأملا ملامح وجهها المنطفئة.. خشيت أن تبكي أمامه فتمالكت حالها قبل أن تدير جسدها متجها نحو المطبخ 

يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.

 محتاج مني حاجة تانية يابيه 

 لا يافتون شكرا 

تعلقت عيناه بها.. الشيء الذي نسي موضعه يتحرك.. يتحرك بعاطفة يخشى عليها منها.. ذلك الشيء يخبره أنه أفتقد تلك النظرة التي كانت له وحده

وعبارة واحدة أصبح دائما في ترديدها 

 سامحك الله يا سيدة ألفت.. 

أخذ يسعل بشدة دون توقف فأنتفضت من علي مقعدها بالمطبخ تسرع إليه وقد أنتفخت

 

أوداجه من شدة السعال 

تناول كأس الماء يرتشف منه.. ولكن السعال لم يتوقف وكأن شيء بحلقه قد علق.. طالعته مترددة من تلك الحركة التي أعتادت رؤيتها ... 

دبت فوق ظهره تنتظر النتيجة.. وكانت لها في النهاية ومن حظها أن السعال قد توقف 

 بقيت كويس يابيه 

أبتلع كأس ماء آخر دفعة واحدة 

 الحمدلله.. شكرا يافتون 

وهي لم تكن تنتظر منه أكثر من هذا.. شكر ونظرة حانية تشعرها أنها ما زالت من جنس البشر 

............. 

إنه يوم الوداع... ذلك الشعور الذي تشعر به الآن هو نفس شعورها عندما ودعت أهلها وقريتها.. ضمتها السيدة إحسان إليها بقوة 

 أسفه يابنتي سامحيني... ڠصب عني 

وهي كانت خير من يعلم.. عصام ضغط على كل جزء من مشاعرها سواء أم او جده يشتاق إليها أحفادها 

بكت السيدة إحسان كما بكت هي 

 دافعي عن حقك يافتون يابنتي

وفتون لم تكن تفعل شيء إلا إنها تشم رائحتها التي ستشتاق إليها 

أبتعد عصام عنهم بعدما أغلق الشقة بإحكام وأطمأن على كل شئ وحمل الحقائب لأسفل 

طالعت السيدة إحسان خطواته على الدرج وابتعدت عنها تخرج لها ذلك المفتاح الذي خبأته لها 

 ده مفتاح الشقة يافتون يابنتي... خلي معاكي محدش ضامن اللي جاي

دارت عيناها بينها وبين المفتاح تنظر إليها لا تفهم السبب 

 امسكي يابنتي قبل ما عصام يجي 

وضعته السيدة إحسان داخل كفها وقبضت عليه 

 اعتبريه بيتك يابنتي 

عاد عصام ينظر نحو والدته يصطحبها للأسفل برفق ولكنه وقف وهو يرى إحتضان والدته لفتون مره أخرى وكأنها بالفعل أبنتها 

ظلت فتون ساكنه في مكانها بعدما أختفت السيدة إحسان من أمامها... لم تتحمل وقوفها هكذا ولا ذلك القرار الذي أتخدته ألا تودعها امام السيارة 

ركضت على الدرج ولكن جسدها أرتدي للخلف وعصام يقف أمامها 

 انا عارف يافتون أن أمي أستأمنتك على مفتاح الشقة 

أماءت برأسها تفتح له راحة كفها تنظر نحو المفتاح كما نظر هو 

 هنضفها وأخد بالي منها ديما يا أستاذ عصام 

 أنا هأجر الشقة يافتون... وأنتي عارفه مدام هتتأجر هتبقى ملك للمستأجر ومينفعش حد تاني يبقى معاه المفتاح 

ألتقط المفتاح من يدها بعدما مدته نحوه تعطيه إليه 

جلست على الدرج كطفلة صغيرة تنظر حولها تستوحش المكان دونها .. ضمت جسدها بذراعيها خائڤة تذرف دموعها

.........

تعجب سليم من تأخيرها كلما نظر لساعة معصمه... صنع فنجان القهوة خاصته وجلس يرتشفه وهو يراجع أوراق قضيته الجديدة

رنين الجرس أخرجه من عالمه الذي ينفرد به وسط أوراقه 

أستعجب من التوقيت.. فمن سيأتي إليه في الصباح 

وقف أمامها فطرقت عيناها أرضا 

 أسفه يابيه نسيت المفتاح في البيت 

مرت من أمامه بعدما أتخذ بجسده جانبا 

 اتأخرتي يافتون.. وأنت عارفاني بحب الألتزام في مواعيدي 

 أسفه ياسليم بيه 

عيناها ما زالت عالقة نحو أصابعها المتشابكة ببعضهما 

 ياريت ده ميتكررش تاني يافتون... ولو هتتأخري بعد كده بلغيني او خلي حسن يبلغني 

رفعت عيناها نحوه سرعان ما أخفضتهما.. صډمته هيئتها وذلك الجمود الذي يتخذه طريقا معاها تلاشي تماما وهو يقترب منها يمد أنامله نحو ذقنها دون أن يلامسها 

 أرفعي عينك يافتون 

عادت ترفع عيناها إليه فأزدادت دهشته.. عيناها كانت شديدة الاحمرار وكأنها قضت ليلتها باكية 

 أيه اللي حصل خلاكي ټعيطي كده.. هو حسن ضړبك 

 ماما إحسان سافرت وسبتني 

أنهارت في البكاء تحت نظراته ترثي له حالها.. لم تكن تشعر بخطواتها ولا كيف ألقت نفسها بين ذراعيه تبكي على قميصه 

تجمد في وقفته وهو يراها بين ذراعيه... يداه ظلت ثابتتين في مكانهما 

والمشهد يحرك فيه عاطفته.. عاطفة الشفقة كما يقنع حاله 

لم يتحرك ولم يتحدث بشيء إنما وقف يبتلع لعابه فتحركت تفاحة آدم خاصته إلي أن ابتعدت هي فحرر أنفاسه أخيرا 

غير مصدقا أنه وقف هكذا مسلوب الإرادة مسحور بشيء لا يعرف هويته ... الخادمة بها سحر غريب إنها تجبره أن يكون رجلا أخر 

ومع كل لحظة ضعف كان يخوضها مع نفسه لا يكف عن تمتمت تلك العبارة 

 سامحك الله ياسيدة ألفت... 

تعالت شهقتها تنظر نحو ما أحدثته دموعها على قميصه تنظر إليه مذعوره.. وكأن هذا ما كان ينقصه تلك اللحظة أن يرى النظرة التي تشعره أنه يرى طفلة في السادسة من عمرها 

 أنا أسفة.. معرفش عملت كده أزاي يا سليم بيه...

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 293 صفحات