رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
ازهق من ممطلتك وعندي شغل فكلمه واحده عايز اسمعها.. هتعرفي تجيبي ملك ولا لاء
ارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتي مياده تبعد هاتفها عن اذنها وترفع قبضتها لأعلى كحركة انتصار
استمع الي صيحتها التي وصلت اليه عبر الهاتف فأبتسم على مشاغبتها
هحاول يادكتور بس قولي ايه المقابل
هقنع بابا يغيرلك عربيتك
رفعت ميادة حاجبها الأيسر تفكر في عرضه السخي
امممم انا شايفه ان تغير العربيه عليك
مادية ياحببتي
طبعا يا ابيه لازم استغل الفرص
استمعت إلى صوت تنهيداته العميقة فلمعت عيناها بمكر
اعزم مها معانا
مافيش تغير عربيه يامياده
تعالت شهقتها تنظر لهاتفها لا تصدق تحول مزاج شقيقها بتلك السرعة
ضحكت بملء فؤادها تنهض من فوق فراشها تتراقص على نغمات قد لحنتها بشفتيها ف أخيرا مشاعر شقيقها قد تحركت ويالها من مشاعر تمنتها منذ زمن
..................
وقف يطالعها وهي تتقدم منه بخطواتها لم تكن هي شهيرة التي عرفها دوما.. كانت شاحبة الوجه هالاتها السوداء تحاوط عينيها لم تهتم بأخفاءهم بمستحضرات التجميل لم يعتاد رؤيتها إلا نجمة ټخطف الأنظار حولها أينما كانت بأناقتها وجمالها
حامد هددك مش كده ياسليم
اقترب منها ينظر إلي ملامحها المرهقة
مش
معقول ياشهيرة تكوني وصلتي للحاله ديه... شهيرة ارجوكي متخلنيش احس بالذنب
اطرقت عيناها تخفي عنه دموع بؤسها
قولي ياسليم.. حامد هو اللي خلاك تبعد عني
زفر أنفاسه متنهدا يشيح عيناه بعيدا عنها
حامد ميقدرش يخليني اعمل حاجه ڠصب عني.. انتي اكتر واحده عرفاني
ماهو ده اللي هيجنني
واقتربت منه تحتضنه بقوه ټشتم رائحته
ابعد من اني اعيشه او افكر اعيشه... لو فضلنا سوا انتي اللي هتخسري ياشهيره هتنطفي وانتي أغلى عندي من انانيتي.. مقدرش احولك للصوره ديه
انا مسافره ياسليم... بيتهيألي ان ديه نهاية طريقنا بس افتكر اني في يوم جيت اشحت حبك
.....................
فتون الاكله ريحتها فاحت يابنتي
فاقت من شرودها تنظر حولها پضياع الي ان انتبهت على رائحة الطعام
انتفضت مذعورة من فوق المقعد الجالسة عليه تغلق الموقد وترفع غطاء وعاء الطهي تنظر للطعام ببؤس فقد احترق الطعام وضاعت الطبخة التي اشتهتها السيدة إحسان من يدها
بكت بحړقة فأسرعت السيدة إحسان نحوها
مش مهم يابنتي... يعني هو حد فينا عمره ما حړق طبخه
بس انتى كان نفسك فيها
احتضنتها السيدة إحسان بحنان يليق بها
تتعوض ان شاء الله... وشكلها مقبول ممكن ناكلها محروقه عادي ... امسحى دموعك بقى
لو مكنتيش في حياتي ياماما إحسان كنت هعمل ايه في الدنيا ديه
ضمتها السيدة إحسان مجددا تمسح فوق ظهرها
في رب كريم يافتون تأكدي انه مهما الدنيا قست عليكي بابه مفتوح
ابتعدت عنها فتون تنظر لعينيها الفائضتين بحنان لا ينضب
وسؤالا كان يلح على ذهن السيدة إحسان منذ أن وقعت عيناها عليها ببراءتها ونقائها
أنتي كنتي محجبه يافتون
التمعت عيناها تنظر للفراغ الذي أمامها بشرود
حسن خلاني اقلعه واحنا في القطر بعد ما خرجنا من القريه
وكأن جوابها ماكانت تنتظره السيدة إحسان.. فماذا ستنتظر من خسيس مثله
وتسمعي كلامه يابنتي في حاجه تغضب ربنا
قالي اني جوزك والست لازم تسمع كلام جوزها
سبته السيدة إحسان علنا فلم تعد تخفي مشاعر كرهها
الزوج مبيطعش في حاجه بتغضب ربنا يابنتي
هو اللي خلاكي تسقطي يافتون
طالت نظراتها نحو السيدة إحسان وارتمت بين ذراعيها والآلام عاد ينهش روحها
...............
تجمدت عيناه نحوهم فطالعته شقيقته بنظرات أسفه.. فقد ابذلت قصاره جهدها حتى تأتي ب ملك وحدها ولكن خالتها
الحبيبة حشرت مها بينهم فور ان علمت بوجود رسلان معهم
احيانا كثيرة تشك بحب خالتها لملك
صافحهم رسلان ببضعة كلمات مقتضبة.. هربت ميادة بنظراتها بعيدا عنه تخشي غضبه الواضح في نظراته
شهقت مذعورة عندما قبض فوق ذراعها يسحبها خلفه وكلا من ملك ومها يطالعوهم بتوجس
هو ده اللي قولتلك عليه يامياده... بقالك فترة بتحضري للقاء ده وبرضوه فاشله
يارسلان اعمل ايه بس.. خالتك ولا المخابرات
وحكت فروة رأسها تضيق حدقتيها
اظاهر ان ماما قالت لخالتو على العزومه... ما انت عارف انها مش بتخبي حاجه عنها
تنهد بعمق وهو يطالع تلك التي تتحاشا النظر اليه
مافيش عربيه ياميادة... وبعد كده انا هتصرف بنفسي
دفعها بعيدا عنه عائدا نحو طاولتهم التي اختارها بعناية يمني نفسه بلقاء أصبحت صاحبته تستوطن أحلامه
.................
تنهدت بمقت تطرق بقبضتها فوق الطاوله تنظر لأفعال مها وذلك العرض الذي تقدمه.. نظرت نحو التي تجاورها فوجدتها تطرق عيناها نحو طبقها وتفرك كفوفها ببعضهما فكم مره حاولت أن تتجاذب الحديث مع رسلان نحو شغفها بعملها ولكن مها كانت تأخذ دور المتحدث
بس انتي مبتحبيش الأكله ديه يامها
تسألت ميادة ترمق مها حانقة ولكن مها أصبحت فجأه تحب الأطعمة التي لم تكن تحبها وتشرب القهوه التي لم تحب مذاقها يوما
انسحبت ملك معتذرة تحت نظراتهم بعدما تعالا رنين هاتفها فتعلقت عيني رسلان بها إلى أن اتخذت احد الأركان تتحدث بها
التقط هاتفه يراسل شقيقته عبر خاصية الرسائل
ميادة اتصرفي
طالعت ميادة هاتفها تنظر لشقيقها بأنها تركت الأمر له
أنتي لسا ياملك قاعده معاهم... مش قولتلك نص ساعه واتحججي وخدي مياده وامشي
ياماما
زفرت السيدة ناهد أنفاسها حانقه
بلا ماما بلا زفت.. انتي ايه مش عايزه لاختك السعاده.. انا وخالتك بنحاول نجمع مها ورسلان وطول ما انتي وميادة قاعدين ليهم مش هيعرفوا يصارحوا بعض بمشاعرهم
اغمضت عيناها بعدما انتهت محادثتها مع والدتها كبحت دموع قهرها تتسأل لما لم تشعر والدتها بها يوما
حبها البائس فضحته عينيها عندما علمت بسفره خارج البلاد
بكت واكتئبت لأيام ولم يشعر بها الا والدها وميادة
عادت بأدراجها إليهم تخفي خيبتها وقبل ان تنطق ميادة بشئ سحبت حقيبتها من فوق الطاوله تشيح عينيها بعيدا عنهم تخفي حسرتها
كلموني في الجمعيه.. النهارده اول حصه ليا مع التلاميذ..
واتممت عبارتها شاكره
شكرا يارسلان على العزومه
اقتضبت ملامح ميادة تنظر نحو شقيقها الذي رمق ملك بنظرات غامضه
انبسطت ملامح مها تشكر والدتها داخلها فبالتأكيد والدتها هي من كانت تحادث ملك ولعبت هذا الدور
مياده ممكن تيجي توصليني
وقبل ان تنطق مياده بشئ كان ينهض ملتقطا مفاتيح سيارته من فوق الطاوله
اقعدي يامياده انا هوصل ملك
..................
تنفس بأرتياح يدندن مع لحن الغنوة الذي يتسرب الي قلبه فيزيده هياما نظر إليها يرى ابتسامتها التي تجاهد في اخفاءها
عارف اني صوتي ميتسمعش بس اجبري بخاطري وقولي انه حلو
اڼفجرت ضاحكة رغما عنها.. ليتأمل ضحكتها لثواني ثم يعود يسلط عيناه نحو الطريق المزدحم
لو صوتي هيخليكي تضحكي كده... اغنيلك على طول
لا لا بلاش
كده