جوزي بشك فيا..
هسيبك تتكلمي مع أستاذ أمجد دلوقتي وبعدين ليا كلام معاكي
نهض جاسر ثم ترك كلاهما بمفردهم عسى أن يحلا مشاكلهم...تحرك ناحية زوجته التي تجلس بجانب والدته والذي بدا عليهما أنها يتحدثان عن الجنين..إبتسم جاسر ثم تحرك ناحيتهم..قبل رأس زوجته وقال لها بحب
جاسرحبيبتي قاعدة لحد دلوقتي ليه
روجيدا ب إبتسامة محبةبتكلم مع ماما
جاسر بمزاحيلا ياستي كبرتك أهو
فاطمة وهى تبتسمهو في أعز من الحفيد
جاسر وهو يضم زوجتهلا يا أمي
نهضت فاطمة ثم قالتيلا أنا هدخل أنام..أنا مش عارفة أمجد بيعمل إيه هنا..بس أكيد هتقولي كل حاجة
جاسر وهو يقبل يدهاأكيد يا أمي..بس يلا خشي نامي عشان الوقت إتأخر
تحركت والدته بينما نهضت روجيدا وقالت
جاسر
وهو يمسك يدهاياااه دي حكاية طويلة
روجيدا بحماسوأنا فاضية
نظر لها بنصف عين وقالحاضر يا ستي
قص لها جاسر كل ماحدث بالماضي..بداية من زواج عمته إلى مۏت أبيه..كانت ملامحه تنقبض كلما ذكر ماحدث لأبيه..بينما روجيدا كانت تربت على يده وتهدأه..وبالفعل كانت لها لمسات سحرية..وكلمات مهدئة..إرتخت عضلات وجهه وإرتاح هو لوجودها بحياته..ثم قال
مطت روجيدا شفتيها ب إعجاب وقالتربنا يجمعهم ببعض..أنا هطلع أنام بقى
جاسر وهو يقبل جبينهايلا تحبي أطلعك
وضعت يدها على وجنته وقالتلا..أنا هطلع لوحدي..
تركته ثم صعدت لغرفتها وأبدلت ملابسها..بينما في الأسفل إنتظر جاسر خروج أمجد الذي خرج بعد ساعة كاملة..توجه ناحية جاسر وعلامات الإحباط جالية على وجهه..ف إستشف جاسر ماحدث ثم تشدق قائلا
أمجد وهو يربت على كتف جاسرإن شاء الله..متشكر أوي يا جاسر بيه
جاسرالعفو ع إيه..دي غلطة جدي وأنا هصلحها
أمجدإن شاء الله..أستأذن أنا بقى
جاسرماشي يا أمجد بيه
تحرك أمجد وجاسر ناحية الباب..ثم ودعه وصعد لغرفته..لم يمر لعمته لأنه يعلم أنها تحتاج وقت لتفكر..وألا تتشوش..فتح باب غرفته..ليجدها واقفة أمام الشرفة..مردتية ثوب من اللون الوردي..أكمامه منسدلة عن كتيفها ليظرها بشرتها البيضاء..عند طرفه العلوى
روجيدا وهى تلتفت لهبسرعة كدا
أماء بقوة وقال بجد
وضعها برقة ويده تملس على وجنتها برقة شديدة ثم قال بنبرة متهدجة
جاسروأنا بمۏت فيك
الفصل ٣٩ ٤٠ والاخير
يا سيدتي
كنت أهم امرأة في تاريخي قبل رحيل العام.
أنت الآن.. أهم امرأة بعد ولادة هذا العام..
أنت امرأة لا أحسبها بالساعات وبالأيام. أنت امرأة.. صنعت من فاكهة الشعر.. ومن ذهب الأحلام..
جسدي قبل ملايين الأعوام..
صدحت أغنية العندليب في الأجواء...نغمات جسدت عشق جاسر لزوجته..
بحياتك يا ولدي إمرأة..عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود..ضحكتها مزاهر و ورود
والشعر الغجري المچنون..يسافر في كل الدنيا
قد تعدوا إمرأة يا ولدي..يهواها القلب هى الدنيا
داعبت يداه خصلات شعرها الكستنائي..وهى مستلقية ب إستسلام على صدره العاړي..وضعت رأسها بالقرب من قلبه لتسمع دقاته..شعور الفرحة والسعادة الذي غمره..جعله يتلمس النجوم بيده..تحدث جاسر بنبرة هامسة
جاسر روجيدا !
روجيدا أممم
جاسر وهو يقبل رأسها ندمانة
روجيدا بحب عمري ما بندم وأنا ومعاك
جاسر بحبك
روجيدا وأنا بمووت فيك
جاسر بنبرة متيمة عارفة عبد الحليم مغلطش لما غنى الأغنية دي كأنه بيوصفك..ډخلتي حياتي غيرتي جاسر الصياد..بقيتي دنيتي..شايلة جواكي ليا دنيا تانية..بحبك ومستعد أضحي بحياتي عشانك..مستعد أموت بس فدى عنيكي..مش هقدر أعيش من غيرك..
قاطعته روجيدا قائلة ومين قال إني هبعد عنك
جاسر بهيام مش هسمحلك أصلا..إنتي أكسجيني..يا فراولتي
سقطت دموع السعادة وقالت بنبرة تحمل في طياتها جميع معاني العشق
روجيدا مش هقولك غير إن دنيتي محلوتش غير بيك
شدد جاسر من أحتضانه لها وكذلك فعلت هى بالمثل..غطا في ثبات عميق
صړاخ..ودموع..صحراء..خلاء وسكون مفزع..كان ذلك ملخص ما حلمت به روجيدا
كانت تتصبب عرقا وجسدها ينتفض بشدة..أفاق جاسر على إرتعاشة جسدها..ساوره القلق بشدة فحاول إفاقتها..
جاسر بقلق روجيدا ..قومي
جاسر حبيبتي مالك!
لم ترد روجيدا بل ظلت تبكي وتبكي..لما ذلك الکابوس الآن وهى بين أحضان جاسر الوردية..عاود جاسر سؤاله بقلق أكبر وقلبه قد تآكل من الخۏف
جاسر حبيبتي الله يخليكي ردي عليا
قفزت روجيدا في أحضانه وغمرت رأسها في صدره وقالت بنبرة متوترة غير قادرة على جمع كلمات مفهومة
روجيدا ك..كابوس..كان..صحرا..بعيط
هدهدها جاسر كطفل صغير وقال بحنو
جاسر هشش..خلاص كابوس وراح لحاله..أنا جمبك أهو مش هسيبك
أبعدت رأسها عن صدره ونظرت بعينيه وقالت بتوسل متسبنيش
عقد حاجبيه من التعجب..لم كل ذلك الخۏف المتاقفز من عينيها..لم تلك اللمعة المرتجفة في مقلتيها..إبتسم بهدوء وقال
جاسر عمري ما هسيبك..أنا هكون جمبك ع طول..يلا يا حبيبتي نامي عشان مشوار الصبح
.وبداخلها هذا الهاجس المرعب الذي ينبئها بفقدان قريب..أرهقها التفكير فذهبت في ثبات عميق
في أحد المنازل القريبة من الطرق الصحراوية
كان يجلس مصطفى بشرود..بعد مقابلته لتلك المدعوه دينا والتي رفضت بشكل قاطع أن تساعده بل وقالت بثقة
دينا مش أنا اللى أجري ورا واحد متجوز..ولو عاوزة مش هتبقى بطريقتك
زفر بضيق مما جعله ېحطم ذلك الكأس الذي يحمله بيده..لحظات ودلف إليه أحد رجاله..تنحنح الرجل وقال
الرجل مصطفى بيه
نظر له مصطفى ولم يرد بينما أكمل الرجل وقال بجدية
الرجل الراجل بتاعنا قالنا إن جاسر ومراته هيروحوا عند الدكتورة بكرة هنا في القاهرة
إسترعى ذلك إنتباه مصطفى وقال
مصطفى وبعدين
الرجل هتبقى في حراسة بس ممكن نتصرف
رمقه مصطفى بقوة وقال بحدة مفيش حاجة إسمها ممكن..قول إننا إتصرفنا خلاص
توتر الرجل وقال بتلعثم آآ..خ..خلاص إتصرفنا
أشاح مصطفى بوجه عن الرجل..الذي إعتذر بسرعة ثم خرج بخفة..ليقول مصطفى بنبرة شيطانية
مصطفى خلاص يا حبيبتي كلها كام ساعة وأكون معاكي
في صباح اليوم التالي
بقصر الصياد
خرجت روجيدا من المرحاض وهى ترتدي بنطال قماشي من اللون الزيتي..يتوسط خصرها حزام قماشي من نفس اللون وأعلاه كنزة ذات لون أوف وايت..مشطت خصلاتها وعكصتها علي هيئة ذيل حصان
كان يتابعها من الخلف بنظرات هائمة..محبة..بل عاشقة..نهض
بهيئته الكاچوال حيث كان يرتدي بنطال جينز ذو لون أسود وتيشيرت من اللون الأزرق..ذات فتحة مثلثية صغيرة..حاصر خصرها بكفيه الضخمين وقال
جاسر إيه الحلاوة دي
إلتفتت له روجيدا وتعلقت بعنقه وقالت بغنج طول عمري حلوة
رفع أحد حاجبية ب إعجاب وقال بمشاكسة بجد!!
أماءت بقوة وقالت بتأكيد بجد
جاسر إنتي أد الكلمة دي
روجيدا بعناد أه أده...
إبتسم جاسر وقرص طرف ذقنها بخفة وقال بمزاح
جاسر إلعبي ع قدك يا شاطرة
ضحكت روجيدا بقوة ثم قالت من بين ضحكاتها
روجيدا طب يلا عشان منتأخرش ع المعاد
أمسك كف يدها وقال يلا
خرجا من الغرفا وذهبا لتناول الطعام..مع والدته وأخاه بينما لم تشاركهم عنيات..فتسائل جاسر
جاسر أومال فين عمتي
فاطمة وهى ترتشف من كوب الشاي ف أوضتها فطرت وطلعت
أماء رأسه بقلة حيلة وقال مفيش فايدة
وجهت فاطمة سؤالها لروجيدا وإنتي يا حبيبتي كويسة..هتروحي للدكتورة النهاردة
روجيدا أها يا طنط
فاطمة بحنو ربنا يحرسك إنتي واللى ف بطنك
أمن جاسر على دعاء والدته وقال أمين
نظر لساعة يده ذات الماركة الشهيرة وقال
جاسر يلا يا حييبتي هنتأخر..خلصي فطار
روجيدا وهى تمسح فمها يلا يا حبيبي
نهض كلاهما و ودعا والدته..ثم خرجا من القصر ودلفا إلى سيارة جاسر..وتبعتهم سيارات الحراسة..
بداخل سيارة جاسر
كان جاسر ممسك بيد روجيدا بقوة واليد الأخرى على بطنها الصغير وأخذ يتحدث معها بصدق
جاسر أنا مبسوط أوي..ياااه أخيرا هروح أشوف الشقي دا خلاص
وضعت روجيدا كفها على كفه الموضوع على بطنها وقالت محظوظ إنك هتبقى باباها
قبل جبينها بحنو وقال أنا اللى محظوظ عشان إنتو ف حياتي
إبتسمت بحب وقالت ربنا يخليك لينا
جاسر ويخليكوا ليا
جذب رأسها ووضعها على صدره..ظلا هكذا حتى وصلا لعيادة الطبيبة..دلفا كلاهما للعيادة ثم جلسا على المقاعد منتظرين دورهما..أخذت روجيدا تتجول بعينيها في أرجاء غرفة الإتتظار وهى ترى النساء يجلسون مع أزواجهم..منهم من في أول شهور الحمل ومنهم من في الشهور الوسطى ومنهم من على وشك الولادة..إبتسمت بحب..فهى الآن تشعر بشعورهم..شعور الأمومة..
أخرجها من شرودها صوت الممرضة التي أخبرتهم أن دورهم قد حان..أمسك جاسر بيد زوجته بل بالإحرى لم يترك يدها من الأساس فشدد عليها أكثر..دلفا إلى الغرفة القابعة بها الطبيبة..
سيدة في العقد الرابع..زين وجهها حجاب بيسط الذي أبرز تفاصيل وجهها الأبيض.. أشارت لهما بالجلوس ثم سألت ب إبتسامة بشوشة
الطبيبة أزيك يا مدام روجيدا
أجابت روجيدا ب إبتسامة
الحمد لله
وضعت الطبيبة يدها على المكتب وقالت جاهزة للكشف
أماءت برأسها فتابعت الطبيبة
عظيم أوي..أتفضلي هناك
أشارت على فراش أبيض صغير مغطى بملاءة بيضاء..توجه معها جاسر ثم حملها ووضعها على الفراش..قفالت الطبيبة بمرح
الطبيبة شكله بېخاف عليكي
جاسر وهو ممسك يد زوجته بخاف عليها من نسمة الهوا
الطبيبة ب إبتسامة ربنا يخليكوا لبعض
ثم شرعت في وضع السائل للزج على بطنها ثم وضعت جهاز ما عليها وبدأت في التحريك..كانت حواس جاسر كلها منصبة بشدة على تلك الشاشة..تابع بتركيز حتى قالت الطبيبة
الطبيبة الحمد لله الجنين بصحة كويسة..
جاسر و أنظاره مسلطة على الشاشة هو فين!
قامت الطبيبة بتكبير الصورة وأشارت على ٱحدى المناطق وقالت
الطبيبة أهو يا جاسر بيه
تابع جاسر بتركيز شديدة..ولم يشعر بتلك الدمعة التي فرت من مقلتيه....شعور رائع وغريب لم يشعر به جاسر قط..وحدها من منحته إياه..شعر بها تضغط
على يده..فبادلها وقال بسعادة مفرطة
جاسر مبروك يا حبيبتي
روجيدا بسعادة أكبر الله يبارك فيك يا حبيبي..
تسائل جاسر هو..هو ممكن نعرف جنسه
قهقهت الطبيبة وقالت لأ يا جاسر بيه..لسه بدري مراتك حامل ف شهرين بس
عبس بوجهه كالأطفال وزم شفتيه...بينما ضحكت روجيدا على زوجها المسكين..
نهضت روجيدا ثم توجها ناحية مكتب الطبيبة ف سارعت الأخيرة وقالت
الطبيبة دي شوية فيتامينات عشان الطفل..ولازم راحة تامة عشان شهور الحمل الأولى مهمة..ثم مدت يدها وأعطتة الروشتة وصورة إيكو للجنين
تحدث جاسر بنبرة جدية للغاية مش هخليها تتحرك من السرير..
إستأذنا كلاهما ثم إنصرفا..نزلا بالمصعد وتوجها ناحية السيارات..الذي ما إن رأه الحارس حتى فتح له باب سيارته..دلفا وإنطلقا بالسيارة..
روجيدا هو إحنا مش هنرجع القصر
جاسر لا هنرجع بس صابر كلمني ف شغل فهروح نص ساعة وأرجع نروح سوا
أوماءت برأسها وقالت أوك
جاسر وهو يتطلع بعيونها مش بتتوحمي ع حاجة
ضحكت روجيدا ..ثم وضعت إصبع السبابة أسفل ذقنها وقالت اممم..أستنى أفكر
بعد لحظات قالت بخبث
روجيدا عاوزة فراولة
قهقه جاسر بشدة..حتى أن السائق تعجب كثيرا رب عمله يضحك بقوة..غريبةكانت تلك الكلمة التي قالها السائق لنفسه..بينما جاسر أوقف نفسه عن الضحك بصعوبة وقال
جاسر بتشاكسيني مثلا
روجيدا ببراءة مصطنعة أنا!!أبدا
نظر لها بنصف عين وقال يا شيخة
روجيدا وهى تخرج لسانها أه
مسد جاسر على رأسها بحنو وقال إنتي تؤمري..ولو إني مستغرب فروالة تاكل فروالة..مط شفتيه وقال..غربية
وصلا للبناية التي كانا يقطنان بها قبلا..صعدت روجيدا ثم دلفت للداخل..بينما جاسر وقف خارج المنزل وقال بتحذير و صرامة
جاسر مفيش نملة تخش أو تخرج..فاهمين
أومئ الرجل برأسه وقال بطاعة أوامرك يا جاسر بيه
تحرك جاسر وغادر محيط البناية ثم توجه لمقر عمله..قابل صديقه صابر وأخذا بتحدث في أمور العمل حتى إنتهيا تماما..ثم قال صابر بمرح
صابر بس إيه سر الإبتسامة اللى مش مفارقاك دي
تصنع جاسر عدم الفهم وقال إبتسامة إيه
صابر يا شيخ
حقا لم يعلم جاسر ما سر سعادته وتلك الإبتسامة...فاق من شروده على صوت صديقه وهو يقول
صابر هااااااي..روحت فين..أنت مش معايا خالص
تأفأف جاسر وقال بضيق ديما فاصلني..المهم الشغل خلص كدا
صابر