السبت 23 نوفمبر 2024

قدر واللي حصلي مصېبة..

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز


من الشماته فى حد
أنت كنت فى ضلال ظلمت كتير و يمكن تكون عملت حاجات كتير غلط بس بما أن دموعك نزلت لو قلبك حس بالخۏف لو بدأت تحس أن فاتك كتير يبقى فيك أمل و باب ربنا مفتوح يا أصلان عمره ما قفله و منتظرك ترجعله يا أصلان أبكى و أنت واقف بين إيد ربنا أستغفر و قوله تبت يارب تبت و مش هرجع تانى
كان أصلان يستمع و خرجت الطبيبه بملامح لا تفسر

قال رمزى بقلق
خير يا دكتوره طمنينا
ظلت تنظر إليهم في ثم قالت
مبروك مدام قدر جابت بنت زى القمر و ثوانى و الممرضة هتجبها لحضراتكم
كان أصلان صامت تماما ينظر إليها بعيون باهته لا روح فيها و آثار الدموع ټغرق وجنتيه
و لكن رمزي كان يشعر بالقلق و الخۏف فقال ببعض العصبيه
المهم قدر
أخفضت الطبيبه رأسها و قالت
حالة مدام قدر مش مستقره و أحنا نقلناها العناية المركزة بس هى طالبه تشوفكم كلكم رغم أن حالتها لا تسمح بالكلام بس
تحرك رمزى سريعا ليحضر سناء فى
نفس اللحظة التى خرجت فيها الممرضه تحمل بين يديها الصغيرة و وضعتها بين يد أصلان و هى تقول
مبروك ما جالكم
و غادرت سريعا لينظر إلى الصغيرة بزهول و صدره يعلوا و يهبط بسرعة شديدة و هو يرى وجهها الصغير و يديها الصغيرة التى تضعها على وجنتها
قدر طلبانا يا أصلان يلا بينا
تحرك خلفهم و عيونه ثابته على وجه الصغيرة التى أثرت عيونه و قلبه
دخلوا جميعا الغرفة لقدر التى كانت فى حالة من التعب و الإرهاق ما جعل قلوبهم تتألم همست سناء بأسمها لتفتح عيونها بصعوبه و أول من وقعت عليه عينيها هو أصلان
ظلت تنظر إليه و
على وجهها إبتسامة لم يفهما رمزى أو سناء
قرب يا أصلان
قالتها بصوت واهن ضعيف لكنه سمعه جيدا و أقترب بالفعل و وقف ينظر إليها و هى عيونها ثابته على أبنتها و قالت من جديد
قربها منى
جلس على طرف السرير و للبنات و فوق ثلاث مشاغل و أنت أسمك مبقاش حد فى البلد فاكره أنا كسرت كل القيود كل القيود إللى أنت كنت مكتفني بيها قدرت فى وقت قصير أفتح كل الأبواب إللى قفلتوها فى وشنا لسنين
صمتت لثوانى تحاول إلتقاط أنفاسها ثم قالت
بنتى جت الدنيا و أبوابها كلها مفتوحة علشانها مش عارفة ليه مش خاېفه عليها عيونك مكسوره و الدموع ملياها مش شايفه فيها الغرور بتاع
زمان أصلان الزيني بقا أب لبنت بنت أمها هتلاقيها قويه زى مش ضعيفه بنت قدر يا أصلان
أقتربت سناء و قالت و الدموع ټغرق وجهها
بلاش كلام يا قدر و أرتاحى 
أبتسمت قدر بوهن و هى تقول
لازم أتكلم يا عمتى لازم أتكلم
عادت بنظرها إلى أصلان و قالت
أنا مش هوصيك على بنتي و عارفة أن بابا رمزى و عمتى مش هيسمحوا ليك
إنك تأذيها رغم أنى من جوايا حاسه إنك مش هتقدر تعمل كده عيونك بتقول كده
أخذت نفس عميق بصعوبه ثم قالت
تحت مخدتي فى أچندة دى لبنتي اديهالها بتاعتها
أقترب رمزى و قال بهدوء رغم ذلك الخۏف المرتسم داخل عينيه
قدر أرتاحى يا بنتى
ما أنا هرتاح يا بابا
أغمضت عيونها لثوان ثم فتحتها و قالت
أنا مقدرتش أشكرك يا بابا على كل تعبك و مجهودك و أستحمالك لكل المواقف الصعبة شكرا من قلبى
ربت على قدمها بحنان و هو يقول
أنت بنتى يا قدر و ده واجب عليا يا بنتى
أبتسمت بإرهاق لتقترب سناء منها و همست بجانب أذنها
أنا حامل يا قدر
أتسعت إبتسامة قدر ونظرت إلى رمزى و قالت
يا بخته بأب زيك و أم حنونه زى عمتى سناء
أقترب منها أصلان و هو يقول
ممكن تسامحيني يا قدر
لم تجيبه بشىء بل مال رأسها قليلا فقط و نظرت إلى أبنتها من جديد و أبتسمت إبتسامة صغيرة
ليعلوا صوت ذلك الجهاز الموصول بقلبها يعلن عن توقف القلب لترتجف الأجساد پصدمه
حين أقتحمت الطبيبه الغرفة و الممرضين
و بدأوا فى محاولة إنعاش القلب و إعادتها إلى الحياة إلا أن القدر قد قال كلمته الأخيرة
و أعلن أن مهمة قدر فى هذه الحياة قد إنتهت
أحتضن رمزي سناء بقوة و هى تصرخ بقوة و تنادى بأسمها و دموع عينيه ټغرق وجهه الرجولى
ظل أصلان ينظر إليها بفم مفتوح و عيون جاحظة لعدة ثوان ثم أقترب منها و وضع الصغيرة فوق صدرها و هو يقول
قدر أمسكى بنتك قدر أنا مش هقدر أصونها و أحافظ عليها قدر قومى بلاش تنتقمى منى بالشكل ده قدر أنا مش حمل العقاپ ده قومى
جلس أرضا على ركبتيه و أمسك يديها و هو يقول
قومى قومى و أنا يا قدر أبوس رجلك قومى 
عاد يمسك يديها من جديد و هو يقول
مش عشانك قومى علشان قدر الصغيرة قومى يا قدر أبوس إيدك أنا ندمت و أتكسرت بعلنها اهو قدام الكل انا خسړت و أنت إللى فوزتى يا قدر غلبتينى قدرتى عليا كسرتى غروري قومى يا قدر قومى
و بدء فى هز جسدها بقوة حتى بكت الصغيرة پخوف لېصرخ بصوت عالى
قومى يا قدر البنت بټعيط قومى مش هعرف أسكتها و لا هعرف أربيها يا قدر قومى قومى
أعتدل يضمها إلى صدره و بينهم أبنتهم التى مازالت تصرخ بصوت عالى يرافقها صوت بكاء والدها الذى أنتبه لكل أخطائه لكن بعد فوات الأوان
الخاتمه 
خرجت كل البلده و تجمعت أمام المستشفى حين وصل إليهم خبر ۏفاة قدر
بين صډمه و عدم تصديق و أنهيار جميع نساء و فتايات البلده
و وسط كلمات كثيرة عن أن السبب خلف مۏتها هو أصلان
إلا أن خروج أصلان برفقة رمزى من باب المستشفى و بين ذراعيه أبنته
جعل الصمت يخيم على الجميع خاصه حين قال أصلان و الدموع ټغرق عينيه
قدر ماټت بعد ما قدرت تغير كل الحاجات الغلط إللى كنا كلنا مصدقينها قدر ماټت بعد ما زرعت بذور النور بعد ما فتحت كل أبواب الحق و النور و الصح
صمت لثوان ثم نظر إلى الصغيرة و قال
أنا أصلان الزيني بعترف قدامكم بكل أخطائي بعترف بغروري و غبائي بعترف أنى ظلمت قدر بعترف أنى طلبت منها أنها تسامحني و بتعهد قدامكم كمان على أنى أكمل كل إللى هى بدأته بتعهد أنى أعمل مع بنتها كل إللى هى أتحرمت منه و كل بنات البلد
كان رمزي ينظر إليه بعدم تصديق و رغم سعادته بموقفه إلا أنه لم يستطع مسامحته على كل ما عانته قدر منه
صحيح سيكمل معه ما بدأته قدر إلا أن كل ما كان شاهد
عليه من ظلم وقع على قدر بسبب أصلان سيظل واقف بينه و بين أصلان و أيضا لن يبتعد عن الصغيرة
كانت جنازة قدر كبيره كبر ما قامت به من تغير واقع مؤسف و أفكار نابيه أكل الدهر عليها و شرب
الدموع و الدعاء لم يتوقف حتى أنتهى كل شىء و كل ذلك و أصلان يحمل الصغيرة بيد
و باليد الأخرى يحمل نعش زوجته
التى لم يكن لها يوما زوج بل كان قيد كبير أستطاعت أن تكسره و ټحطم غروره و وضعته أسفل قدميها
و هذا ما يستحقه هو يعلم ذلك و يعلم أيضا أن عليه التكفير عن كل ما حدث قديما
بدأت الناس بالرحيل و أصلان على وقفته أمام شاهد قپرها
ينظر إليه بصمت لكن من داخله هناك ألف صوت يتحدث
صوت ېصرخ أن تسامحه و صوت آخر يرجوها أن تعود و صوت آخر ېصرخ به يخبره أنه ظالم
جلس أرضا و أراح الصغيرة الغارقة فى نوم على قدمه و نظر إلى القپر و قال غير منتبه لوجود رمزى و سناء حتى الأن
زمان يوم ما أتولدتي كنت أنا عندى سبع سنين كنتى حلوه اوووى يا قدر كنت شبه الملايكة كنت بقعد جمبك بالساعات أمسك إيدك و ألمس خدك لحد يوم جدى دخل الأوضة و لأول مره يضربنى بسببك فضل يزعق فيا و يقولى أنت راجل و الراجل قلبه ما يبقاش حنين عمك الخايب بعد كل سنين جوازه دى رايح يجبلنا العاړ يجبلنا بنت جاب خدامة مش كفاية عمتك كنت بسمعه وأنا مش فاهم حاجة و أيه المشكلة أنك بنت ساعتها مسكنى من دراعى و سحبنى لحد سريرك و شالك بأيد واحده و حطك على الأرض و قالى پغضب ده مكانها أى بت مكانها تحت رجلك أنت فاهم هزيت راسى بأه و أنا كل جسمى بيترعش خاېف عليكى من نومة الأرض و هو عمال يتحرك خاېف يدوس عليكى بالغلط لكن لكن إللى حصل أنه أنه
لم يستطع إكمال حديثه لكنه ضم الصغيرة إلى صدره بقوه و هو يكمل بصوت باكى
لكنه داس عليكى بالقصد حط
رجله فوق بطنك و قالى شايف هى فين تحت رجلى و نزل رجله من عليكى و قلى بأمر إرفع رجلك و دوس عليها مقدرتش أعمل كده بس هو صړخ فيا أنى أدوس عليكى وقتها كنت خاېف و أنت بدأتى تصرخى و عمى و مرات عمى جم على صوت صريخك مرات عمى مستحملتش المنظر و وقعت من طولها و عمى فضل واقف ساكت عينيه ثابته على رجلى إللى دايسه على بنته إللى لسه مكملتش كام يوم و مش فى إيده حاجه يعملها بسبب جبروت جدى إللى مكنش حد يقدر يقف قدامه 
كانت سناء تستمع إلى كلمات أصلان پصدمه و عدم تصديق كل ذلك الماضى كانت دائما تسأل نفسها كيف كره أصلان قدر و لماذا
و لما غادر أخيها البلده دون عوده و كيف توفت زوجته فجأه و دون مقدمات
و كان رمزي يشعر بالزهول هل هناك حقد و غل و ڠضب إلى تلك الدرجة و لا يستطيع أستيعاب كره الحج رضوان للبنات بتلك الطريقة البشعه
و نظر إلى زوجته و بدء يتخيل هل حدث معها نفس الشىء حين ولدت هل قال عليها عار و وضعها أسفل قدميه بتلك البشاعه و دون أن يشعر ضمھا بشده إلى صدره پخوف
أنتبه لكلمات أصلان من جديد
من يومها و كل يوم جدى كان يعمل نفس الحركة يجيبك ويحطك تحت رجلى و يقولى علشان تتعود أنها خدامتك و إن مكانها تحت رجلك زرع جوايا كرهك و مع مرور الأيام و السنين كنت كل ما أذيكى بأي شكل جدى يكافئني مرة فلوس و إللى أنت بدأتيه هعمل مع بنتى كل إللى أنت أتحرمتى منه و كل إللى أنت كنت بتحلمي بيه و بتتمنيه هكون ليها الأب و السند و الأمان هكون ليها مفتاح لكل الأبواب المقفوله هفتخر ببنتى و هفرح بيها أطمنى يا قدر أطمني
ظل صامت ينظر إلى القپر بعيون شديدة الحمرة من
أثر البكاء
حاول رمزى أن يتمالك نفسه سريعا و أقترب من أصلان و جلس بجانبه و قال
قوم يا أصلان كده غلط على البنت الصغيرة
أسمها قدر
قالها أصلان بإقرار ليبتسم رمزي إبتسامة صغيرة حزينة و هو يقول
قوم علشان خاطر قدر البنت متستحملش كل ده
و كأنه عاد إلى وعيه نظر إلى الصغيرة بقلق ثم أومىء بنعم
وقف على قدميه و أقترب من شاهد
القپر و وضع يديه عليه و هو يقول
أوعدك يا قدر أنى أعيش كل إللى جاى من عمرى أكفر عن كل ذنبوبي
و اخطائى فى حق ربنا و حقك و أوعدك أنى أحافظ على قدر الصغيرة بعمرى
ظلت سناء واقفه مكانها بين ذراعى زوجها تتابع خطوات أصلان الواهنه ثم نظرت إلى رمزي بحيرة و قلق ليربت على كتفها بحنان و قال بهدوء
جهزى ببرونة قدر أنت محتاجه ترتاحى 
أومئت بنعم و تحركت تنفذ ماقال و بعد عدة دقائق كانت تدلف إلى غرفتها أستقبلها هو باحتواء و حنان و أخذها مباشرة إلى الحمام ساعدها فى أخذ حمام دافىء
وها هى تسكن صدره الحانى 
أنا خاېفه أوى يا رمزي
من أيه يا سناء
نظرت إليه و قالت بتأكيد
أصلان
أومىء بنعم و قال ببعض الشرود
أنا النهارده أتفاجأت بكل إللى حصل كلام أصلان و إللى الحج رضوان كان بيزرعه فيه أنا حقيقى مش قادر أصدق كره الحج رضوان للبنات
صمت لثوان ثم قال
أنا مش قادر أفهم كل إللى حصل النهارده و لا قادر أستوعب صډمه أصلان و كل إللى حصل
معاه النهارده صډمه مۏت قدر محدش فينا قادر يستوعبها البلد كلها حزينة عليها 
لتبكى سناء و هى تقول
يا حبيبتي يا بنتى يا حبيبتي أنا مش قادره أصدق عاشت عمرها كله مقهورة و ماټت صغيرة من غير ما تلحق تتهنى و تفرح بنجاحها و لا تفرح ببنتها
ربت على ظهرها و هو يقول
متقوليش كده يا سناء حرام كل شىء مكتوب و ده قضاء الله 
أومئت بنعم و هى تقول
و نعمه بالله 
خيم الصمت عليهم لثوان كل منهم عقله سارح فى أفكاره و ما يشغله نظر إليها لعدة ثوان ثم نادها بصوته الحاني
سناء
نظرت إليه باستفهام ليقول باستفهام
هو الحج رضوان كان بيعمل معاكى أيه و أنت صغيرة 
تجمعت الدموع فى عيونها و هى تقول
مكنش بيعاملني أصلا كنت نكره بالنسبه له زى أى كرسى فى البيت لا بيحس و لا بيتكلم
نظرت إليه و قالت پألم
عارف يا رمزي عمره ما طبطب عليا عمره ما أهتم يجبلى هدوم كنت بشوفه ديما بيفضل أخواتى عليا كل إللى يطلبوه أو إللى حتى مطلبوهوش بيكون موجود عندهم و أنا أبسط الحاجات محرومه منها حتى قدر لما كانت لسه بيبى و كانت ټعيط كان ممكن يضربها علشان كده كنت على طول ببعدها عنه
شهقت بصوت عالى أثر بكائها و أكملت قائله
يوم أنت ما أتقدمت علشان تخطبني هو وافق و أتفق معاكم و خلص كل حاجه من غير أنا معرف و يوميها كنت فاكره أن الدنيا لسه عايزه تظلمنى و كنت فاكره إنك زيه
أبتسمت من بين دموعها و قالت
بس ربنا حب يهادينى بهدية كبيرة و نعمة عايشة فيها عمرى كله
ضمھا بحنان و ظل يربت على ظهرها غلب النوم عيونها بين ذراعيه
و فوق صدره الحاني
و ظل هو يربت على ظهرها و عقله يفكر فى كلماتها و يتصور كيف عاشت و ما كان أحساسها يوم زواجها منه أغمض عينيه پألم و لم يجد ما يقوله سوا
الله يرحمك يا حج رضوان و يغفرلك كل ذنوبك و أخطائك و ظلمك
دخل أصلان إلى الغرفة و أغلق الباب خلفه و ظل ينظر إلى أركانها لعدة دقائق يتخيل قدر بها كيف تتحرك فيها و مكان نومها وقعت عينيه على علاقة الملابس و ذلك الثوب الخاص بها المعلق هناك تحرك ليضع الصغيرة النائمة فى منتصف السرير و توجه إليها يمسك ذلك الثوب من فوقها و قربه من أنفه و أغمض عينيه وهو يملىء صدره برائحتها التى أشتاق إليها
عاد ليجلس على السرير و بين يديه فستانها يذكر نفسه بوجهها الملائكى يوم مولدها و كيف كانت تنظر إليه بعيونها الصغيرة و تبتسم لحركات وجهه المضحكة
أغمض عينيه لتسيل تلك الدمعه فوق خده و هو يتذكر كل ما كان يقوم به معها حتى يرضى جده و ما كان يحدث بعيد عن عينيه كان يعود إلى ما كان عليه مره أخرى أن يكون لأبنته الأب الحامى و الحاني الأمان و الحماية
حين أنتهى من صلاته جلس سريعا على 
و الله كان ڠصب عنى كان ڠصب عنى كان لازم أبقى مميز عند جدى كان لازم يكون شايفنى الراجل إللى هو عايزه أنا آسف يا قدر أنا آسف
أخذ نفس عميق عله يهدء من شهقات بكائه ثم عاد يكمل باقى مذكراتها
حين كانت تراه يشترى ملابس جديده و حين تطلب شىء يرفض جدها بشكل قاطع و يحضر لها ملابس قديمة من خزانة جدتها و يلقيها لها أرضا و هو يأمرها بأن ترتدى هذه الملابس و لا تطلب شىء آخر
أغمض عينيه پألم ثم فتحهم و عاد ليقرأ كلماتها و أحساسها حين سافر ليكمل تعليمه و حين عاد و يوم تزوجها و أنتهك حرمة جسدها بۏحشيه و عڼف و ڠضب و حين توفى جده و يوم غادر
كل الألم النفسى التى شعرت به طوال حياتها و كل الخۏف و القلق كل الكره الذى كان يسكن قلبها تجاهه
و تجاه جدها و حزنها من أبوها الذى تركها و هرب أحساسها بالأمان جوار زوج عمتها و حنانه و تشبيهها له أنه مثال للرجل الحقيقى التى تحلم به كل فتاة أن يكون حبيبها أو أخيها أو والدها هو المثال و القدوه الذى يجب أن يتبعها و يقتدى به كل الرجال
رفع عينيه عن المذكرات و نظر إلى أبنته و هو يعدها بصمت أن يكون الأب التى تفتخر به طوال حياتها و يكون لها الصديق و الصدر الحاني و الداعم لها بكل خطوات حياتها
أخذ نفس عميق و عاد من جديد يقرأ كلماتها
طريق كفاحها و كيف أستطاعت تغير العقول المتحجره الصدئه و كيف
حاربت طواحين الهواء حتى أستطاعت إثبات قدراتها و نيتها الطبيه فى جعل كل النساء يستطيعون أخذ حقهم من تلك الحياة الظالمه 
أغلق المذكرات و هو ينتبه لصوت الصغيرة التى أستيقظت من نومها و تريد طعامها
كان رمزي ينظر إلى أصلان و بداخله يفكر سبحان الله يهدى من يشاء و يضل من يشاء يعز من يشاء و يذل من يشاء
هذا أصلان الذى لم يهتم لأحد يوما الذى أنهى أيام العزاء حين ۏفاة جده و غادر دون أن ينظر خلفه
الأن هو حزين عينيه تمتلىء بالدموع يحتضن أبنته دون أن يهتم لكلمات الناس و نظراته المندهشة
يداعبها بيديه و يرسل أحد العمال ليحضر لها وجبتها من الحليب فى موعدها
حين أنتهى العزاء و عادوا الرجال إلى المنزل 
تصبحوا على خير
مش هتتعشى يا أصلان
قالها رمزي مستفهما لينظر إليه أصلان و قال بابتسامة صغيرة
مش جعان يا عمى تصبحوا على خير
و صعد إلى غرفته و مثل الليلة الماضية وضع الصغيرة فى منتصف السرير و دلف إلى الحمام ثم وقف بين يدى الله يصلى و يستغفر و يعلن توبته و ندمه ثم يقرأ مذكرات قدر و بضع آيات من الذكر الحكيم ثم يأخذ الصغيرة بين ذراعيه و ينام
مرت عدة أيام لم يختلف حاله عن الأيام الأولى حتى ذلك اليوم الذى وقف فيه أمام رمزي و قال
عمي أنا عايز أكمل معاك كل إللى قدر بدأته
كان رمزي ينظر إليه بشك و تفحص ليقول أصلان موضحا
عارف إنك مش مصدق كل التغيير إللى حصل لكن إنك لا تهدى من أحببت و الله يهدى من يشاء
أبتسم رمزي إبتسامة صغيرة ليكمل أصلان كلماته
أنا مش هكون مكان قدر ربنا يرحمها أعتبرني مساعد ليك متطوع خدامك و تحت أمرك
ليقطب رمزي حاجبيه بضيق ليكمل أصلان قائلا بتوسل
أنا عايز أكمل إللى هى كانت بتحلم بيه يمكن ده
يكفر ولو جزء بسيط من إللى عملته فيها عايز حلمها يكتمل و إسمها كل الناس تعرفه عايز بنتى لما تكبر الدنيا كلها تشاور عليها و تقول بنت قدر أهى دى بنت قدر
أقترب خطوة
من رمزى و أمسك بيده بتوسل
أرجوك يا عمي أنا هبقي من إيدك دى لأيدك دى هكون موجود بس علشان أنفذ إللى تأمرنى بيه
ربت رمزى على كتف أصلان و قال بهدوئه المعهود
يا ابنى أنا فخور بيك و إنك رجعت لربنا و لعقلك يمكن أتأخرت لكن إنك تتوب و ترجع للصح حتى لو متأخر أحسن من أنك تفضل فى ضلالك
أخذ نفس عميق و أخرجه بهدوء أكمل قائلا
ده مالك و مال بنتك و أنت أولى الناس إنك تديره هفهمك كل حاجة ماشية إزاى و أنت أكيد قد المسؤلية
و بالفعل من اليوم التالى ترك أصلان قدر عند سناء رغم أن قلبه يرتعش خوفا عليها و يشعر أن قلبه و عقله لا يفكرون سوا بها إلا أنه كان يسير خلف رمزي كتلميذ نجيب
يريد أن يتعلم كل شىء و إن يحصل على رضا المعلم فى النهاية
كان جميع أهل البلده يشاهدون حالته جسده الهزيل و ذقنه النامية إلتزامه بأداء الفروض فى المسجد الإبتعاد عن أى مظهر من مظاهر التفاخر و الرياء معاملته مع جميع الناس بتواضع و بساطه و أيضا أهتمامه بأبنته و أحترامه الواضح لزوج عمته و عمته أيضا
متابعته لبناء المدارس و تقديم المساعدة لكل فقير محتاج و تكفل بأكثر من فتاة حتى تستطيع
دخول المدرسة
بعد مرور أربع سنوات كان يسير جوار أبنته التى ترتدى الزي المدرسى و يحمل هو عنها حقيبتها لتقول الصغيرة
أنا هروح مدسة ماما
ليبتسم بسعادة و هو يقول مؤكدا للمره الذى لا يذكر عددها
أيوة يا قدر المدرسة بأسم ماما و هى إللى كانت السبب فى بناها
لتصفق الصغيرة كما كل مره يخبرها بنفس الجملة و تقول من جديد
و كمان على أسمى
ليضحك بصوت عالى و هو يقول
أيوه على أسمك لأن 
لينحنى أمامها و مد يديه لها بورقه ماليه و قال بأحترام
هو أنا أقدر أنسى مصروف الآنسه قدر
أخذت المال من يديه و سارت جواره بهدوء حتى وصلت إلى ذلك البيت الصغير الذى يسبق المدرسة بعدة أمتار فقط و اقتربت من الباب و وضعت المال من أسفله كما شاهدت والدها يفعل أكثر من مره
كان يتابع حركتها و ما قامت به بزهول و عدم تصديق حين رفعت عيونها إليه أبتسمت و قالت
سوفتك بتعمل تده
لينحنى و يحملها و قبل أعلى رأسها و وجنتيها و هو يقول
أنت أشطر بنوته
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات