رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
انها اطالت النظر اليه
صباح الخير يابيه
انتظرت ان ينتبه لشكل المائدة والطبق الجديد الذي اقترحته علي السيدة ألفت بأن يضيفوه في وجبة فطوره كنوع من التغير
ولكنه كان مشغول في تصفح هاتفه وتناول طعامه بشوكته دون أن يحيد عيناه على شيئا اخر
وعندما وجدته يرفع جسده حتى يلتقط احد الأطباق ويقربه منه.. بادرت هي بالأمر وألتقطت الطبق تضعه أمامه
شكرا يافتون... تقدري تروحي تشوفي شغلك
اصابتها الخيبه فأماءت برأسها ولكن سرعان ما أشرقت ملامحها ثانية
بعد نص ساعه هتيلي قهوتي على المكتب
والنصف ساعه قد مرت وهاهي تقترب من غرفه مكتبه تنظر لفنجان القهوه بسعاده
دلفت لغرفه المكتب تتقدم منه وعيناها عالقه بما يفعله انه يتحامل على يده حتى يدون بعض المعلومات المرسله اليه أسرعت في وضع القهوة أمامه تنظر إلى ما يفعله بتردد
انا ممكن اساعدك ياسليم بيه
رمقها لثواني يفكر في الأمر
تمام
ناولها القلم والملف الذي كان يدون به المعلومات ينظر الي ملامحها السعيده وكيف
تتراقص عيناها فرحا وتجول بعينيها بينه وبين القلم ... انهت مهمتها التي تشعرها بحلمها الضائع فتناول منها الملف بسعاده
خساره انك مكملتيش تعليمك يافتون
اطرقت عيناها في حسرة تتلاعب بقماش ثوبها بين أناملها
محتاج مني حاجه تانيه ياسليم بيه
طالعها بعدما دقق الملف الذي انهته في نظره سريعة
شكرا يافتون..
وباقي عبارته وقفت على طرفي شفتيه وهو يلمح چرح شفتيها
دقق النظر فيها ومن نظراته فهمت أين تتوقف عيناه.. رفعت كفها تخفي چرح شفتيها والاجابه كانت واضحه دون سؤال
انصرفت من أمامه فتنهد زافرا أنفاسه وهو لا يصدق ان تلك الأفعال تخرج من سائقه
.............
تعلقت عيناها بالباب بعدما اغلقته مها خلفها.. سقطت دموعها وهي تعيد على مسمعها ما اخبرتها به
انتي السبب ياملك في خصام بابا وماما...عجبك كل اللي حصل في البيت
وفي النهايه هي أصبحت وحدها الملامه.. نظرت نحو هاتفها الذي يهتز فوق فراشها وحدقت به وبرقمه ټصارع تلك الفوضي التي تعيشها وتلومه عليها
نظرت للهاتف الذي انغلقت شاشته وقذفته بعيدا وأخذت تدور حول نفسها كالتائه الذي ضل طريقه
وأخيرا عرفت طريقها قاصده غرفه والدتها..فهي أضعف من ان تتحمل ذلك الخصام وان يحدث شجار بين والديها بسببها
اطرقت باب الغرفه ودلفت بعدها تنظر نحو ناهد التي اشاحت وجهها بعيدا عنها
انا اسفه ياماما
طالعتها ناهد في صمت.. الي ان اقتربت منها تجثي على ركبتيها أمامها
انا معملتش حاجه غلط.. صدقيني عمري ما خنت ثقتك
ولكن داخلها كانت تعلم انها خانت تلك الثقه ورغما عنها اضطرت للكذب حتى لا تحيا سعادتها المرفوضه
رمقتها ناهد للحظات فألتقطت يدها تقبلها
سامحيني ارجوكي.. واوعدك عمري ماهخون ثقتكم تاني
وقرار واحد كان تقرره انها لن ترى رسلان ثانيه ولن تحادثه.. ستحكم على قلبها بالمۏت
وقف عبدالله علي أعتاب الحجره ينظر للمشهد وقلبه يألمه على كسرتها... تلاقت عيناه بعين ناهد يهز لها رأسه آسفا.. يخبرها بنطراته انها أصبحت قاسيه ولم تعد ترى إلا ابنتها
خلاص ياملك امسحى دموعك.. بس اتمنى ثقتنا ليكي متخنيهاش... مش عايزه في يوم ...
بترت عبارتها بعدما زجرها عبدالله بعينيه فمازال واقفا يتابع المشهد
الټفت بجسدها تنظر نحو باب الغرفه.. لتجد والدها هو الاخر واقفا فأسرعت اليه تحتضنه
كان يشعر بها ولكن لا سبيل لديه إلا الصمت.. فلو انكشفت الحقيقه لأنهدم سلام تلك الأسرة
انا مستعده اضحي بأي حاجه في حياتي إلا أني اضحي بيكم
...........
ارتدي معطفه الطبي ينظر لهاتفه للمرة الأخيره علي امل ان تحادثه ولكن أمله كان يتلاشى مع الوقت حتى انعدم
زفر أنفاسه بأرهاق.. لأول مره يعترف لنفسه ان الحب رغم لذته حينا تتعلق عيناك بمن تحب او ان يجمعكما مكان واحد فتنسي العالم كله.. إلا أنه يصبح مرهقا بشدة وانت ترى نفسك في دائرة محكمة الغلق تظل تدور بها دون أن تعرف لك نهايه
حبك متعب ياملك لكن بحبك
نطق عبارته وهو يغلق باب غرفته في المشفى خلفه فعمله يقتضي منه التركيز وفصل حياته الشخصيه ومهما كان الأرهاق الذي يحاوط عقله وقلبه فلابد ان يتحكم في مشاعره والآن هو الطبيب وليس الحبيب العاشق
............
لم يعد الأمر يروق للسيدة ألفت...سعادتها التي تعود بها كلما ذهبت الي مكتبه بفنجان القهوة لهفتها في صنع اي شئ يخصه واخيرا ذلك الكتاب الذي جاءت به اليوم تخبرها ان رب عملها أعطاه لها كهدية منه وهكذا أصبحت عيناها تلتقط كل شئ في الأيام الماضيه وماكان عليها إلا المراقبة في صمت حتى تتضح لها الرؤيه.. وما خشته قد حدث الخادمه الصغيره وقعت في فتنة سيدها الوسيم العازب
اليوم كانت سعادتها لا توصف في السيد سليم أعطاها كتاب تقرأة عندما أخبرته انها تهوى القراءة... دلفت للمطبخ تلحن بعض النغمات بشفتيها ولكن كل شئ تلاشي وهي ترى نظرات السيدة ألفت نحوها وكأنها تدرس ملامحها للمره الاخيره قبل أن تتيقن ان ما يجول بعقلها ليس مجرد شكوك
تعالي يافتون اقعدي عايزه اتكلم معاكي
جالت عيناها بين السيدة ألفت وذلك المقعد الذي أشارت اليه وابتلعت لعابها مقتربه من المقعد تجلس عليه
هو انا عملت حاجه يامدام ألفت
رمقتها السيدة ألفت في صمت لدقائق مما زاد حيرتها
تفتكري يافتون انا ممكن اتكلم معاكي في ايه
ازدادت ربكتها خوفا تنظر اليها بترقب جلست السيدة ألفت هي الأخرى فوق المقعد الاخر وقد استرخت ملامحها مما أعاد اليها الطمئنينه وتلاشي خۏفها قليلا
انا متأكده انك اتظلمتي في حياتك يافتون غير صغر سنك ويمكن ده اللي خلاني اتكلم معاكي
توجست خشية مما هو قادم فشحبت ملامحها المرهقة
السيد عمره ما بيشوف الخدامه إلا خدامه يابنتي
نظرت إليها في حيرة مما جعل السيدة ألفت تدرك انها لم تستعب حديثها
سليم بيه كل اللي بيعملوا معاكي ده عطف وعمره ما هيشوفك غير انك خدامه.. ده غير انك متجوزه
صڤعتها كلمات السيدة ألفت في مقټل.. هي لا تريد من سيدها إلا تلك الكلمه العابرة التي ادمجتها في عباراتها.. هي لا تريد إلا
عطفه
فوقي يافتون قبل ما تروحي لطريق انتي مش اده .. طريق نهايته الضياع
جف الكلام بحلقها تنظر نحو السيدة ألفت پضياع
انا..
انا فاهمه اللي بتمري بي كويس يافتون... عشان كده بفوقك من أحلامك.... اوعي تبصي لعالم انتي فيه مش مرئيه.. يافتون انتي ولا حاجه في العالم ده
تفرست السيدة ألفت في ملامحها لتدرك انها أصابت هدفها تعلم أن كلماتها قاسېة إلا انها شعرت بالراحه فنظرة الخواء والأمل الذي انطفئ في عينيها هذا ما ارادته
غادرت السيدة ألفت المطبخ فأرتكزت عيناها نحو المقعد الفارغ وكلمات السيدة ألفت يتردد صداها في أذنيها
............
بكت في حضڼ السيدة إحسان وكلمات السيدة ألفت تدمي فؤادها... حضنتها السيدة إحسان بقوه الي ان هدأت وابتعدت عن دفئ ذراعيها تمسح دموعها بأكمامها تسألها بعينيها ان لا تكون بالفعل صارت كما وصفتها السيدة ألفت
اسمعيني يابنتي.. وركزي في كلامي وعلي رأي المثل يابخت من بكاني وبكي عليا ولا ضحكني وضحك الناس عليا
وصمتت السيدة إحسان حتى تستجمع باقية حديثها وتكون لينة القول معها
الست ألفت مشكوره انها لفتت نظرك رغم ان كلامها كان