رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
قاسې عليكي... لكن يابنتي الناس هما اللي بيشوفوا افعالنا والانبهار اللي بقيت اشوفه في عينك يابنتي بقى يأكدلي انك بدأتي فعلا تحسي بمشاعر مينفعش تحسيها انتي زوجه يافتون في الأول والآخر.. ده غير يابنتي يوم ما البيه بيبص للخدامه بيبص ليها في سكه مش بتاعتنا يابنتي ولا انتي مش پتخافي ربنا يافتون
أسرعت في قولها وقد تلاشي باقي الحديث مؤقتا تركز في تلك العباره.. فكيف لا تخاف الله
بخاف ربنا ياماما
احتوت السيدة إحسان كفوفها بين كفيها مبتسمه
طيب يابنتي مدام بنعمل حساب ربنا يبقى لازم نطبق كلامه...القلب بيفتن صاحبه يابنتي
بس انا بحب سليم بيه لانه انقذني من حسن في المزرعه.. انا بشوفه بطل
طالعتها السيدة إحسان بأشفاق فالصغيرة ترى رب عملها بطلها المنقذ.. دعت داخلها علي حسن فهو السبب في كل ما تعيشه
مافيش بطل غير في الحكايات يافتون
بس سليم بيه بطل.. اداني حتى كتاب اقراه لما عرف اني بحب القرايه.. ده حتى يوم ما اتهمني اني سړقت جيه البيت وانقذني من حسن
لتتذكر حړق ساقها الذي لم تريه للسيدة إحسان حتى لا تزيدها حزنا.. رفعت طرف فستانها
البسيط تريها الحړق فشهقت السيدة إحسان وهي تتحسسه
البعيد عمل فيكي كده
اماءت برأسها تتذكر ذلك اليوم وكم عاشت فيه من آلم
منك لله ياحسن... منك لله ياابن تفيدة
وطالت النظر إليها تلتقط أنفاسها الهادرة
اسمعيني يافتون كويس.. كل اللي بيعمله البيه معاكي عطف ويشكر على ده يابنتي.. لكن لو حس للحظه انك عايزه اكتر من كده منه هيكون في مقابل لازم تديهوله
ولم يكن على عقلها الصغير وحياتها البسيطه ان تصدق ان المقابل هو جسدها
..........
دلفت للشقة شارده في كل ما سمعته.. ولم تكد تخلع حذائها إلا وجدت يد حسن تجذبها پقسوه بعيدا عن باب الشقه يدفعها نحو الاريكة بكل قوته
بتشتكي للبيه تقوليله حسن بيضربني... بقى ليكي لسان يافتون
فاقت من دوامة أفكارها تطالعه وهي لا تفهم شئ.. صفعها بقوة وقد چرح خاتمه خدها
وماله لما اضربك مش مراتي.. يروح يتشطر علي اخو الست اللي كان متجوزها وبعت رجالته يضربوه
تركها على حالها منكمشة تخفي وجهها بكفيها... حسن عالمها المظلم وسليم هو العالم الذي ترى فيه النور
داعب النعاس جفنيها وفي النهاية كانت تسقط في عالم سليم النجار
..........
لم تكف عيني السيدة ألفت عن رصد خطواتها وحركة عيناها نحوه..ورغم انها نفذت تعليماتها في الانصراف من أمامه فور ان تضع له فطوره او قهوته إلا أن نظرت عيناها لم تتغير
طالعتها فتون خشية.. فتحديق السيدة ألفت بها كان بائن مما زادها ربكة
انا عملت حاجه غلط يامدام ألفت
اشاحت ألفت عيناها بعيدا عنها تنظر إلى الطعام الذي تقلبه
شوفي شغلك يافتون
عادت الي عملها تقشر حبات البصل بتوتر تنظر نحو السيدة ألفت
انا بعمل كل اللي قولتيلي عليه
رمقتها السيدة ألفت بطرف عينيها.. فابتلعت لعابها تطرق عيناها نحو حبة البصل
قولتلك شوفي شغلك يافتون
تعلقت عيناها بحبة البصل تقطعها ومن حينا الي اخر كانت تعاود النظر للسيدة ألفت
كانت السيدة ألفت تشعر بنظراتها المصوبه نحوها فأشفقت عليها تلوم نفسها فهي من اقترحت وجودها هنا وقد حذرها رب عملها من الأمر منذ البداية
...........
تجمدت ملامح كاميليا تنظر للهاتف وابنتها غير مصدقه ان تلك الرحله التي أصرت على ذهابها مع شقيقها كان في غرض في نفس ابنتها.. إنها منذ أن عاد رسلان تخبرها لما لا تكون ملك هي العروس لما لا تراها ضمن الفتيات اللاتي يقعن الاختيار عليهن
ماما هاتي التليفون
بلا ماما بلا زفت.. بتلعبي من ورايا يامياده
قلبت في الصور واحده وراء الأخرى تنظر إلى تلك السعاده التي تشع من عين ابنها
قربتي ملك من اخوكي...
ملك بتحب رسلان ياماما.. انتي ليه مش عايزه ملك لرسلان
أرادت ان تصرخ بالحقيقه ولكنها تعلم تماما ان مياده لا تخفي شيئا وستهدم كل ما تنسوه مع الزمن
قولتلك مليون مره انا اه بحب ملك بس مش زوجه لاخوكي.. سامعه
وتعلقت عيناها بالصور للمره الاخيره وعيناها لا تحيد عن سعاده ابنها
قولتلك ملك لا يارسلان لتتذكر نظراته نحو ملك عندما كان صغيرا وماخافت منه يوما قد حدث
بعثت الصور لهاتفها تحت نظرات ميادة المصعوقه
ماما انتي بتعملي ايه
زجرتها كاميليا بعينيها.. فتراجعت تفرك يديها خشية مما ستفعله والدتها
اعطتها الهاتف وانصرفت تطرق الأرض بكعب حذائها تفكر في مستقبل زوجها وأولادها ومستقبلها هي الأخرى
فهل ستجعل ملك اللقيطه زوجه لأبنها
.........
استمع إليها سليم بإنصات وهي تسرد له كل مخاوفها.. فتون منبهره به وربما تكون احبته ماهذا الذي يسمعه
أنتي بتقولي ايه يامدام ألفت... فتون مش معقول
واردف بعدما ترك الأوراق التي كانت بين يديه يدرسها
البنت غلبانه.. مش ده كان سبب اقتراحك ليها يامدام ألفت
ماهي عشان غلبانه ياسليم بيه انا خاېفه عليها... انت مش بتشوف نظرتها ليك
اطرقت عيناها حتى لا تسترسل بالكثير فتسأل مستفهما
نظرتها ليا...مدام ألفت ارفعي وشك وكملي كلامك
ياسليم بيه فتون مفتونه بيك..انا مبسمعاش تتكلم عن حسن جوزها اد ما بتتكلم عنك
ضحك وهو لا يصدق مايسمعه من مدبرة منزله صاحبة الحنكه
لا لا.. انتي اكيد بتتوهمي ده
صدقني ياسليم بيه.. ويمكن كمان تكون حبتك
قوس ما بين حاجبيه يعيد على عقله ما سمعه للتو ولكن سرعان ما نفض ذلك من رأسه
بكره اخر يوم ليا هنا ياسليم بيه... انا ممكن اكلم واحده معرفه ليا وسنها مقارب لسني تيجي تخدم هنا بدالي
واردفت وهي تنظر في عينيه بأخر شئ أرادت قوله
من غير ما أتدخل في قرارك انا شايفه ان فتون لازم تمشي من هنا
الفصل الحادي عشر
_ بقلم سهام صادق
عقلها يدور دون هوادة لا ترى أمام عينيها إلا نظرة رسلان السعيده.. تقلبت في مضجعها تنظر نحو زوجها النائم جوارها تتسأل داخلها لو علم هو الآخر بمن يريد ابنه الزواج منها..فمنذ عده ايام كان يقترح عليها ابنه احد المعارف ذو طبقه الراقيه وماذا عن ابنها الأكبر الذي يمثل الدوله في السلك الدبلوماسي وماذا عن عائلة زوجته وعنها هي وسط منافسينها في الجمعيه التي تترأسها
ارهقها التفكير الذي احتل كيانها منذ أن رأت تلك الصور التي مازالت عالقه أمام عينيها.. لم تكن يوما ام تقف أمام سعاده أبنائها ولا ضد رغباتهم ولكن تلك المره الأمر كان خارج ارادتها مستقبل الأسرة بأكملها سيكون أمام تلك الزيجة وماذا عن ناهد
وعند تلك النقطه لم تستطع ان تظل هكذا راقدة فوق الفراش فالصداع لم يعد يحتمل
التقطت كأس الماء من جانبها ترتشف منه القليل بعد أن دست تلك الحبه التي تأمل ان تساعدها على الأسترخاء قليلا... ولكن ساعه أخرى تمر وعقلها يدور في نفس الامر
ليه كده يارسلان.. ليه تخليني في يوم أقف ضدك مش معاك..
وعاد بها الزمن للوراء
ناهد تضم طفله رضيعه لم يكن عمرها إلا اسابيع تشم رائحتها وتبكي بتأثر على حالها وكيف هانت على قلب والديها ان يتركوها هكذا في الطرقات
الاسره جميعها مجتمعه والدها ووالدتها ينظرون لشقيقتها بتأثر ففي الكبر تلين القلوب وهكذا كان قلب والديها مع