رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
أوي
ودون أن يشعر كانت الأبتسامة تشق شفتيه يتذكر ذلك اللقب الذي كان يطلقه عليها في الصغر فتتذمر حانقة وتركض من أمامه باكية
الأرنبه الصغيرة
والذكريات تأخذه لأيام مضت آوانها ولكن القلب كان يخزنها وكأنه يعلم أن يوما سيأتي والارنبة الصغيرة سيهيم بها عشقا
.....
نظرت نحو الكعكة التي أتمت صنيعها سعيدة بشكلها البسيط..لا تعرف لما صنعتها بعدما لم يعيرها إهتماما بتهنئتها البسيطة
مر الوقت وقد مر موعد غداءه وقد جاء موعد إنصرافها
القت بنظرة أخيرة على الكعكة وقد وضعتها داخل البراد ورتبت المطبخ.. علقت حقيبتها على كتفها ورحلتها في العودة قد بدأت تفكر هل عاد السيد سليم ورأي كعكتها هل تذوقها أم لم يأتي بعد
خطوات كانت تتعبها وهي شاردة لا تفكر في شيء إلا كعكتها الجميلة.. أخرجت مفتاح الشقة من حافظتها تديره في فتحته
فانتفض جسدها بأكمله ومن أثر الصدمة لم تستطيع الصړاخ وقد فات الآوان فصاحب اليد قد كمم فمها وأغلق الباب خلفه يهمس جوار أذنها
وأنا اللي كنت فاكرك غلبانه وشريفة طلعتي زيهم
والصوت تعرف صاحبه تماما.. إنه هو.. صديق زوجها ذلك الذي أستباح لمسها وجعلها لليالي تنتفض مڤزوعة خوفا من كابوسها
طب كنت قوليلي إن حسن مش مكفيكي وعايزه..
والكلمة البذيئة شوهت براءتها... يده تحركت ببطء على مفاتنها
ولا البيه حاجة تانية..
قضمت كفه بعدما تمكنت أسنانها منه.. ليدفعها صارخا
يا بنت
يا ناس.. إلحقوو...
ولكنه كان أسرع منها يجثو فوقها
يا بنت.. أنت فاكره لو الناس جات هيفتكروا أن أنا اللي بتهجم عليكي.. لا فوقي لنفسك
حرام عليك أنت بتعمل كده ليه.. أنا مرات صاحبي
ضحك مسعد مستمتعا وقد عاد يكمم فمها بعدما تمكن من محاصرتها
صاحبي غرقان في العسل مع الرقاصة.. وأنا شايفك محتاجه الحنان بدل ما أنت مقضياها مع البيه
تسارعت أنفاسها تدفعه بكل قوتها ولكنه كان أقوى منها يعرف تماما كيف يكبل ضحيته
لو كنت شريفة مكنتش فكرت فيكي كده.. لكن كلكم صنف واحد
تلك الطرقات كانت طوق النجاة لها... حاولت الصړاخ ولكنه كتم أنفاسها
مافيش حد هنا..
صوت جارتها الجديدة تلك العروس التي لا تعرف عنها شيء إلا إنها عروس جديدة سكنت في شقة السيدة إحسان
خلاص يا هناء أنا هطلع أسأل الجيران اللي فوقينا إذا كان الميه مقطوعه عندهم هما كمان ولا إحنا بس
الأصوات قد أبتعدت كما أبتعد هو يرتب ملابسه بعدما دب الذعر في أوصاله يرمقها
لينا لقاء تاني..
غادر بعدما إطمئن أن الجيران دلفوا لشقتهم والوضع أصبح آمن
حدقت بالباب الذي أغلقه خلفه لا تقوى على الحركة ولا تستطيع أن تتنفس.. ولم تشعر بحالها إلا وهي تلطم خدها وسائر جسدها.
........
يغرز الشوكة بالكعكة ينظر نحو القطعة الصغيرة التي علقت بها.. لقد عاد حتى يصرفها دون عودة مهما بكت وتوسلت.. ولكنه وقف مذهولا أمام الكعكة بعدما فتح البراد يجلب لنفسه زجاجة ماء
عيناه ظلت عالقة بالكعكة.. فما السبيل أمامه وكل شيء يجعله يعود للنقطة التي هرب منها.. عاد يغرز الشوكة بقوة داخل قالب الكعكة.. الخادمة تتلاعب به أم شيطانه الذي بات يتلاعب به .. هو يعرف النساء من أعينهم وفتون أبعد عن أن تكون بتلك الصورة.. فتون مازال داخلها قلب طفلة بريئة لم تكتشف قسۏة الحياة بعد ولا نوايا البشر وخاصة الرجال ولو ظهر سليم الذي يحميها منه لكانت اليوم ساقطة معه في بئر الخطيئة وستكون خير مرحبة بهذا
حدق بالكعكة مجددا وكأنه يحدق بها ولم يشعر بنفسه إلا وهو يتذوق طعمها الذي وضعت فيه سعادتها وهي تصنعها له.. نظر نحوها بعدما إلتهم نصفها وكأنه ليس ذلك الشخص الذي كان عليه منذ ساعات
........
العبارة أخترقت أذني كاميليا التي كانت جالسة في البهو تتصفح إحدى المجلات النسائية
ياريت يا ماما تبلغي خالتي أننا هنزورهم بكره
القى عبارته وأكمل سيره نحو الخارج.. فانتبهت كاميليا على حالها ونهضت مسرعة تلحقه
رسلان أستنى.. فهمني طيب إيه الزيارة المفاجأة ديه لخالتك
وقف جوار سيارته ينظر نحو ملامح والدته المستكينة
تفتكري يا ماما هنحدد ميعاد مع خالتي ناهد ليه
ابتلعت كاميليا ريقها تتمنى أن تسمع ما يتمناه قلبها
ليه يا رسلان
هطلب أيد بنت خالتي
والسعادة تراقصت على ملامح كاميليا غير مصدقة أنه فاق أخيرا من غفوته وأدرك أن ملك لا تناسبه.. ولم تغفل عيناه عن تلك السعادة التي رأها فوق ملامحها
تمام يا حبيبي.. هكلم خالتك
ياريت يا ماما متقوليش تفاصيل الزيارة لخالتي.. خليها مفاجأة
اتسعت أبتسامة كاميليا وعقلها يأخذها للطريق الذي انتظرته.. أحتضنته بقوة فضمھا إليه يسمع مباركتها
مها عروسة هايلة يا رسلان وبنت خالتك ومتربية قدام عنينا وعارفين أصلها اللي يشرف أي حد
مها وهل مها وحدها هي أبنة خالته
يتبع..
بقلم سهام صادق
الفصل التاسع عشر
_ بقلم سهام صادق
طالع عقارب ساعته ينظر إلى فنجان قهوته التي بردت وكلما مر الوقت كلما زادت تساؤلاته لما تأخرت اليوم
فدائما تأتي قبل موعدها .. زفر أنفاسه حانقا من نفسه فكيف أصبح ملهوفا نحو الخادمة إنه إعتياد لا أكثر خاطب عقله الذي أقتنع فصمت
عاد النظر إلى ساعة معصمه فلم يعد أمامه مجال للإنتظار أكثر
حمل حقيبة أوراقه وهاتفه فقضيته تستحق كامل تركيزه وليست تلك الخادمة التي قرر أمس إعفاءها من خدمتها
وقف حسن أمامها بحبة الدواء وكأس الماء ينظر إليها ولأول مرة تكون نظرته مختلفة.. لو كانت بكامل قواها لكانت أنتبهت أن حسن من جنس البشر لديه عاطفة
خدي الحباية ديه عشان درجة الحرارة تنزل
طالعته پضياع كما طالعها هو بترقب.. فليلة أمس قد عاد بمزاج عالي بعدما أمتعته عشيقته ليجدها مكتومة على الأريكة يرتعش جسدها من شدة الحمى لا تشعر بشىء حولها
فتون خدي حباية الدوا
ضجر من منادته لها وتلك النظرة التي تطالعها بها فمال عليها يدس الحبة بين شفتيها يقرب كأس الماء منها
أرتشفت القليل من الماء وعادت تتسطح على الفراش تدثر جسدها بالغطاء لعله يتوقف عن الانتفاض
أنتي هتفضلي كده على الحالة ديه.. ما تنطقي أيه اللي وصلك لكده..
واتسعت عيناه فجأة يتذكر تلك المرة التي أتهمها السيد سليم بالسړقة.. فأقترب منها يهز جسدها
أوعي يكون سليم بيه طردك وعملتي عاملة مهببة وخاېفة تاخدي واجبك مني
أبتعد عنها حانقا بعدما وجدها تنكمش أكثر على حالها ولا إجابة حصل عليها ولا يظن أنه سيحصل
ماشي يا فتون أنا هسيبك دلوقتي عشان شكلك فعلا تعبان لكن لو حصل اللي في بالي أعرفي أن ليلتك سودة..
أبتلع لعابه وقد تعلقت عيناه نحو شاشة هاتفه الذي يضىء
سليم بيه.. فتون هي عملت حاجة يا بيه.. لا يا بيه هي بس تعبانة شويه.. بكرة تبقى زي الحصان وتكون عندك
والكلمة أخترقت أذنيه مريضة .. يسترجع هيئتها أمس لم يكن عليها أى من بوادر المړض
انهى اتصاله بسائقه ينظر نحو هاتفه الذي وضعه للتو على ملف القضية التي يجب أن يدرسها بكل تركيزه.. أستجمع نفسه نافضا تفكيره عنها فهل الخادمة ستحتل كامل عقله
والعبارة الدائمة تتردد في أذنيه
أفيق إنها الخادمة وأنت السيد
رمقها حسن قبل أن يغادر الشقة يفحص وجهها الشاحب وإرتجافها
سمعتي البيه قال بكره تكوني عنده وتشوفي