الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه للكاتبه اسراء عبداللطيف

انت في الصفحة 5 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

هي حزينه و لم تتناول منه شيئا ثم أبتسمت عندما تذكرت عندما كانت تجلس برفقة أبيها و أختها المجنونه نور و يتناولوا الطعام سويا و كذلك أول مره تصنع فيها نور الطعام و كيف سخروا منها ظلت تتذكر كل هذا و هي تبتسم ب هدوء رغم الحزن البادي جليا علي تقاسيم وجهها و العبرات التي تملأ وجنتيها 
وقفت و لم تتناول شئ و أتجهت إلي غرفة نور لتجلس بها كعادتها منذ أن تركتها نور 
أطلقت زينا سراح عبراتها قائله ب حزن 
_ يا ترا أنت فين يا نور أنا أسفه يا حبيبتي بس أرجعي 
ثم وقفت من علي الفراش قائله ب أصرار من بين عبراتها 
_ لازم أروح لمعتز علشان يساعدني إني أرجعك تاني !
في شقة عمر 
جلس عمر علي طاولة الطعام قبالة والدته ب حزن و لم ينطق ب كلمة واحده 
أبتسمت عفاف و هي تتأمل حالة عمر و سعلت ب هدوء قبل أن تقول 
_ أيه يا عمر يعني مش بتاكل !
رفع عمر وجهه ناحية أمه و أمسك ملعقة الطعام قائلا ب هدوء 
_ ابدا ب أكل أ هو 
_ اممم طيب ب الهنا و الشفا بس ما قولتليش هي أخبارها أيه !
عقد عمر حاجبيه متسائلا 
_ مين هي !
أبتسمت عفاف قائله و هي تتابع تناول طعامه
_ اللي بتفكر فيها و شاغله عقلك !
ترك عمر الملعقه جانبا و ضم قبضتي يده و وضعهم أسفل ذقنه بعد أن أستند ب مرفقيه علي طاولة الطعام قائلا ب أبتسامه 
_ دايما فهماني إنت الواحد ما يعرفش يخبي عنك حاجه أبدا 
ضحكت عفاف قائله 
_ يا واد دا أنا عارفاك أكتر من نفسك كفايه إني أبص في عينيك أفهمك قولي بقي أيه اللي حصل معاك و معاها يخليك زعلان كده !
أطلق عمر تنهيده طويله قبل أن يجيب ب 
_ مها مش عايزه تسامحني علي الكلام اللي قولته ليها أنا حبيتها أوي مش عارف أزاي بس حبيتها 
_ و نور !
و نور يعني نسيت نور يا عمر !
حرك عمر رأسه ب حزن قائلا 
_ أنا أكتشفت إني مش بحب نور أصلا يمكن كنت محتاج أفكر في مها شويه و أديها فرصه زي ما بيقولوا بس دلوقت أنا اللي محتاج الفرصه دي منها مش هي هو ممكن ده يحصل إن إني مبقاش بحب حد و بمجرد إنه يعترف و ابدأ أنا أفكر فيه لدرجة إني أحبه أوي كده 
ثم نظر إليها ب عمق و العبرات تتجمع بعينيه ثم صمت لعدة دقائق قبل أن يتابع ب 
_ أنا مش عارف أفكر غير في مها أنا بح بحبها يا أمي 
وقفت عفاف من عل مقعدها و أتجهت ناحية عمر و أحتضنته بكلتا ذراعيه قائله ب حنو حقيقي 
_ ربنا يسعد أيامك يابني و ينولك اللي في بالك 
بعد أن تناولت كلا من نور و مها العشاء مع عايده دخلن إلي الغرفه معا 
تنهدت مها قائله ب سعاده 
_ أنا فرحانه أوي يا نور دي تعتبر أول رحله نروحها سوا 
أبتسمت نور و وقفت قائله ب هدوء 
_ أنا بفكر بعد الرحله أنزل القاهره و أحاول أوصل لأدهم 
عقدت مها حاجبيها قائله ب ضيق 
_ أزاي ده بقي يا نور هتقللي كرامتك للدرجه دي هو يعرف مكانك و لو عايزك هييجي !
جلست نور مره أخري قبالة مها و أمسكت كفها و حركت رأسها ب النفي قائله 
_ مفيش كرامه في الحب مش ده كلامك و لا أنا غلطانه !
لوت مها فمها في ضيق قبل أن تتحدث ب 
_ حبيبتي أنا فعلا قولت كده بس عمري ما كنت هروح أعترف ل عمر عن حبي بجد من ضيقي قولت كده 
هزت نور كتفيها بلا مبالاة قائله 
_ مش هتفرق أنا عارفه إن أدهم بيحبني هو قالي كده و كمان دلوقت عرفت السبب اللي خلاه بعد عني 
و تجمعت العبرات ب عينيها و وقفت و هي تشير إلي نفسها قائله ب حزن 
_ مها أنا مش بحب أدهم لأ أنا بعشقه هو النفس اللي بتنفسه و حتي لو كان وحش زي ما زينا قالت أنا مسامحاه و مستعده ابدأ معاه من جديد ده ده أول واحد في حياتي و مش هسمح يكون في حد غيره أدهم غير أي حد عرفته أو هعرفه عاوز يبين قدامك إنه وحش و قاسې و قوي و هو من جواه مفيش أطيب و لا أضعف منه أنا أنا بحبه أوي يا مها أوووي 
و أنفجرت باكيه بعد
أتمام جملتها 
أشفقت مها كثيرا علي حالة نور هذه و وقفت و أحتضنتها بشده و أعادتها لتجلس مره أخري علي الفراش قائله ب حب 
_ طيب أهدي يا حبيبتي و أقعدي 
رفعت نور كفيها و جففت عبراها و نظرت إلي مها ب أعين منتفخه قائله 
_ تفتكري هيكون ليا يا مها !
أبتسمت مها قائله ب هدوء 
_ إن شاء الله يا حبيبتي اللي عايزه ربنا هيكون 
ثم تابعت ب مزاح حتي تتخلص من هذا

الجو الذي أصبح مشحونا ب الحزن 
_ اللي يشوفك دلوقت ما يقولش إنك نور اللي كنت رافضه حاجه اسمها حب ټقتحم حياتك 
ضحك نور من بين حزنها معلقه ب 
_ضحكتيني و الله يا مها ماكنتش أعرف إن الحب بيكون ڠصب عننا !
ب القاهره 
في فيلا الشناوي 
جلس هذه المره عاصم و صفاء و جاسر فقط علي طاولة الطعام 
وزع جاسر أنظاره علي المقاعد الفارغه و عقد حاجبيه و هو ينظر إلي والده متسائلا 
_ أمال فين الباقي !
ثم تابع ب مزاح 
_ هو أنا غبت كتير و لا أيه هههههه
ضحك جاسر و لكنه صمت عندما نظر إليه والده ب سخط قائلا ب برود 
_ أدهم عنده شغل و نهله تعبانه شويه و في أوضتها و عمك مصطفي النهارده دخلته مصحه علشان يبدأو علاج معاه 
هز جاسر رأسه ب الموافقه و نظر إلي الطبق الموضوع أمامه 
حاولت صفاء تلطيف هذا الجو ف وضعت يدها علي كف جاسر قائله ب أبتسامه 
_ عملت أيه يا حبيبي في مشوارك 
أبتسم جاسر ب هدوء و اومأ ب رأسه قائلا
_ خير إن شاء الله 
رفع عاصم أحد حاجبيه قائلا ب جديه 
_ جاسر مش عايز موضوعك ده يطول أنا سايبك تتسلي مع أي بنت براحتك يومين لكن لم نيجي لجواز و جد مفيش غير هدير بنت شريكنا صفوت مجاهد سامع 
أغمض جاسر عينيه محاولا السيطره علي أعصابه و زفر في ضيق ثم وقف قائلا قبل أن يتجه إلي أعلي 
_ أنا كلت عن أذنكوا 
لم ينتظر جاسر ردا من أي منهما و أتجه سريعا إلي أعلي 
نظرت صفاء إلي عاصم ب ڠضب قائله بضيق 
_ هو أنت لازم تعكنن علي الواد كده علي طول سيبه براحته يعيش حياته و يختار اللي عايزه هو !
ترك عاصم الملعقه من يده ب هدوء و ضم قبضتي يده و وضعهم أسفل ذقنه قبل أن يتحدث ب برود يحمل الوعيد في ثناياه 
_ أنا لم أقول حاجه لازم تتنفذ سايبه يقضي حياته براحته بس في حاجات تخصه هو و أدهم و نهله أنا بس اللي أحددها و

انت في الصفحة 5 من 42 صفحات