ما قدمته فاتن حمامة من الفن
رفضت الفنانة الراحلة سعاد حسني تجسيد دور الجاسوسة في فيلم الصعود إلى الهاوية، كما أبتعد الكثير من الفنانين، عن تجسيد الشخصيات السلبية خوفا من رد فعل الجمهور وخسارة الشعبية التي يتمتعون بها. الفنانة الراحلة فاتن حمامة استطاعت أن تكسر هذه القاعدة وتقدم تلك النوعية من الشخصيات، دون أن تفقد حب وتعاطف الجمهور الذي تعود عليها في الأدوار المثالية والتي تميزت بها منذ بداية رحلتها الفنية.
من الشخصيات السلبية التي قدمتها فاتن حمامة، شخصية الفتاة الشريرة في فيلم “لا أنام” مع يحيى شاهين ومريم فخر الدين. وفاتن حمامة تعد الفنانة الوحيدة التي أجبرت الجمهور في كل مرة على رفض مبادئ مجتمعه الشرقي وتقبل الخېانة الزوجية والتصفيق للبطلة الخائڼة ويرجع النقاد ذلك إلى شعبيتها الجارفة وحب الجمهور لها فضلا عن أنها قدمت تلك الأدوار بشكل غير خادش للحياء سواء في الحوار أو الملابس.
وعندما رحلت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة لم يكن غريباً أن تتواجد في وداعها حشود غفيرة ، فالراحلة شخص استثنائي. إنها النجمة التي دخلت قلوب العرب جميعاً دون استئذان برقتها وأنوثتها وادئها لادوراها الفنية، وتربعت على عرشها عشرات السنوات من التألق والعطاء على المستوى الفني والإنساني.
.وقد تسبب التدافع الشديد للجمهور الذي حضر لوداع النجمة الراحلة، وتشييع جثمانها في مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر بسقوط حاملي النعش، أثناء خروجهم من المسجد.
وأثناء ډفن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فقد الفنان الراحل فاروق الفيشاوي أعصابه وصړخ في الصحفيين طالباً منهم الانصراف من المډفن. وقال الفيشاوي آنذاك: "يا أخ يا اللي بتصور قالك خلاص بلاش تصوير.. مش عاوزين نتصور خلاص.. اتفضلوا.. دي حُرمه".
يذكر أن فاتن حمامة ټوفيت في يناير عام 2015 في منزلها بالتجمع الخامس بالقاهرة، عن عمر يناهز 84 عاماً إثر هبوط حاد في الدورة الدموية. وشارك الآلاف في تشييع جنازة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة يتقدمهم زوجها الدكتور محمد عبد الوهاب وابنتها نادية عزالدين ذو الفقار بحضور عدد كبير من نجوم الفن والثقافة.