الجزء الثانى بقلم ماجده بغدادى
حاجة تتصلح
أنا من يوم ما اتجوزتك وأنا بديلك الفرص كل يوم لما بقى فرض عليا أتحمل و أدي فرص .. أنا بأه مين يديني فرصة أكمل حياتي اللي واقفة
انصرفت من أمامه لتداري دمعة و أيضا أملا مختبئا بداخلها
رجعت صحيح معايا يا خليل بس مبقتش زي الأول .. بتتعمد متبصليش .. بتنام على الكنبة .. مش طايقاني ألمسها ولو من غير قصد .
الصبر يا صاحبي .. أنت عايز اللي انكسر يتصلح كده فجأة مكانش سهل ولازم تقدر ده كويس
لحد أمتى بس
دي بأه في أيدك أنت .. طريقة معاملتك معاها .. صبرك عليها .. إحتواءك ليها .. ساعدها عشان يبقى أسباب رجوعها ليك من جواها مش من ترتيب الظروف .. الست ممكن تبان ضعيفة بس لو ملقتش اللي يقنعها تستمر بتبيع كل حاجة وترمي قلبها دا لو الحب اللي جواها مكانش اتحول لكره .. الأقناع مش كلام لكن زي مقولتلك معاملة وصبر و إحتواء ومتنساش تقديرك ليها لأنه هو اللي بيكمل الموازنة دي كلها .
أنا عارف أنك صاحية حاولت متأخرش عشان متتعبش وأنتي بتستنيني .
أنا عارف إن اللي فات كان غلط ومش ناوي أستمر في الغلط .. على الأقل خلينا منبقاش زعلانين كده .. من بكرة اتصرفي عادي وسيبي كل حاجة لوقتها و أوعدك مش هتأخر برا و هخرجك عشان متحسيش أنه سجن و زي ما وعدتك كل يومين هوديكي عند أخواتك الصبح وأنا رايح الشغل ولما أخلص هنتغدى معاهم ونروح .. مبسوطة بأه يا ستي و ألا لسة حاسة أنك في سجن
ابتسمت رغما عنها فهزت رأسها بنعم
طيب دلوقتي ممكن تيجي تنامي في السرير وبلاش الكنبة دي ولو مضايقة من نومي جنبك هنام أنا على الكنبة .
طيب وعايزاني أقبل إزاي أنك مترتاحيش و أنام أنا في السرير وضميري ميتكلمش !
لم ينتظر ردها .. وقف وجذبها من كفها لتقف في مواجهته و بحركة مفاجئة ضمھا لصدره بحنان لم تستطع مقاومته فاستسلمت وأسندت رأسها المتعب إلى قلبه و تنهدت كما لم تكن تتنفس من قبل فقبل جبينها وربت على ظهرها و ساق خطواتها للفراش للجانب الذي اعتادت أن تنام فيه و دثرها بحنان ثم ذهب للجانب الآخر واستلقى ينظر لعينيها المغمضتين بأمان يتمنى أن يدوم .
في اليوم التالي بعدما ذهب لعمله رتبت الغرفة وفتحت الشرفة الكبيرة وتسللت بهدوء ناحية باب فيها كان مغلقا بشكل دائم طرقته بخفة بأطراف أصابعها لتسمع المفتاح يدور في الباب من الجهة الأخرى
أبلة نعمة وحشتيني
ارتمت الصغيرة في حضنها فأخذتها واتجهت بها للداخل بعد أن أغلقت الباب .
وأنتي كمان وحشتيني أوي يا سمسمة .. شفتي أنا وفيت بوعدي ورجعت أهو عشان متزعليش .
وأنا كمان يا أبلة عملت زي ما قولتيلي و جبت مفتاح باب البلكونة الكبيرة من غير ماما تحس بيا .. بس أنا خاېفة ربنا يزعل مني عشان مقولتش لماما .
ربنا مش هيزعل منك لأنك بتساعديني عشان اللي اسمها لوزة دي لما تيجي نطفشها والا انتي عايزاها تيجي تعيش هنا وكلنا نفضل زعلانين .
لا مش عايزاها ولا حتى آبيه أحمد عايزها تيجي .
عرفتي منين يا أروبة
سمعته يوم ما جم ناس وقعدوا يتخانقوا وماما قعدت ټعيط وتقول ربنا ينتقم منهم هو كان بيزعق ويقول لو آخر واحدة في العالم مش هخلي اسمي يتمرمط على إيدها بعد ما كانت اللي برقبتها شايلاه .
أطرقت صامتة عند هذا الجزء .. هل بالفعل يراها هكذا لو أن هذه الحقيقة فهذا كل ما تريد أعطتها الفتاة المفتاح قبل أن تنصرف وتتركها لأفكارها ولترتيب الغرفة وطهو بعضا من الطعام قبل حضور زوجها من عمله .. حقا تشعر الآن أنها متزوجة وترعى شئون زوجها وتطهو له .. له هو فقط وتنتظره بكل قصصه وحكاياته وتشاركه كل لحظاته ومشاعره .. حقا يرضيها أنه يراها فوق كل أولئك النسوة .. لم يحبها بعد ولكن تقديره لها يرضي قلبها فما يرضي الزوجة ليس العشق والهيام فليست عليه تبنى البيوت إنما الاحترام والتقدير .. فهما حقا يفتحان للمودة بابا و للرحمة أبواب .. أنهت عملها وانتظرته حتى عاد و جلس إلى جوارها يتناولان الطعام
أنا واقع من الجوع .. الأكل شكله يفتح النفس تسلم ايديكي .
بالهنا والشفا .. طيب دوق الأول مش يمكن ميعجبكش .
رد عليها وهو يتناول بعضه بالملعقة
حتى لو مش حلو كفاية أنك وقفتي عشان تطبخي و استنيتيني و..
نظر لها فاتحا عينا متوقفا عن المضغ
إيه إيه اللي جرالك طمني طيب .. إنت لسة عايش!
تناولت ملعقة لتتذوق الطعام فهي لا تدري مالخطب لكنه سبقها وجذب الملعقة من يدها
لأ .. أوعي .. إحنا هنطلب بيتزا عشان ميحصلش خساير في الأرواح .
هو وحش أوي كده
لأ مقدرش أقول وحش .. هو أنا يعني أول مرة آكل من إيدك .. هو حادق جدا
بجد! تلاقيني حطيت الملح مرتين وأنا سرحانة .. انا آسفة هعمل غيره بسرعة .
لا .. أقعدي هنجيب أي حاجة دلوقتي لسة هتقفي تطبخي تاني .
أنا آسفة متزعلش مني .
مش دي الحاجة اللي تستاهل أزعل منك عشانها أنتي عندي أحسن من أي حاجة في الدنيا.
احمر وجهها خجلا من كلماته وابتسم لأنه كلماته حققت بعضا مما يسعى إليه .
فتحت عيناها في الصباح على ضوضاء و طرق و أصوات عالية أمام الباب كانت قد عادت للنوم ثانية بعد مغادرة زوجها لعمله ولكن تلك الضجة أزعجتها .. حتى تبينت أصوات نجوى و ابنتها وبدأت الحړب باكرا أفزعتها طرقاتهم العالية .. قفزت من الفراش تبحث عن هاتفها حتى وجدته
ألحقني يا أحمد التتار هجموا
تتار إيه مش فاهم حاجة .
نجوى و لوزة و بيرزعوا على الباب .. أنا خاېفة .
أنا مش هعرف آجي دلوقتي أنا برا البلد كنت هروح اسكندرية وقدامي على ما أوصل ساعة ونص ع الأقل .. تعرفي تخرجي من غير ما حد يحس بيكي وتروحي عند اخواتك وأنا هكلم عمي يحاول يجيلك بسرعة .
صمتت لثواني وأجابته بعد أن لمعت بذهنها فكرة
طيب هحاول أخرج من غير ما حد يحس .
صمتت حتى انتهت الطرقات وتسللت للشرفة وفتحت الباب بهدوء لتجد الغرفة خالية وحقيبة لوزة على الفراش الذي كان